جمال فرويز يحذر: التدليل الزائد يصنع شخصية اعتمادية وسلبية لدى الأطفال

حذر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، من خطورة التدليل الزائد للأطفال وتأثيره المدمر على نموهم النفسي والاجتماعي، مؤكدًا أن الإفراط في الحماية وتلبية جميع رغبات الطفل دون حدود، يؤدي إلى تكوين شخصية اعتمادية وسلبية غير قادرة على مواجهة تحديات الحياة.

وخلال لقائه في برنامج "صباح الخير يا مصر"، أوضح جمال فرويز أن الشخصية السلبية لا تظهر فجأة، بل تنمو تدريجيًا نتيجة تراكم عوامل متعددة تبدأ منذ مرحلة الطفولة المبكرة، وتُرسّخ أنماط سلوك تضعف قدرة الفرد على اتخاذ القرار أو تحمل المسؤولية.

ثلاثية تكوين الشخصية السلبية

وكشف جمال فرويز أن أسباب تكوين الشخصية السلبية والاعتمادية تعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية، جاءت نسبها كالتالي:"العامل الوراثي .. بنسبة تتراوح من 10 إلى 15%، البيئة التربوية في الصغر .. وتعد العامل الأقوى بنسبة تصل إلى 70 إلى 80%، الخبرات الحياتية والمواقف .. بنسبة من 10 إلى 15%".

وشدد جمال فرويز على أن العامل التربوي يلعب الدور الأكبر في تشكيل شخصية الطفل، خصوصًا عندما يتعرض الطفل لتربية قائمة على الإفراط في الحماية أو القمع المبالغ فيه، وهو ما يخلق حالة من التردد وضعف الثقة بالنفس والخوف من الاستقلالية.

المرحلة الأخطر في تكوين الطفل

أشار جمال فرويز إلى أن المرحلة العمرية من 4 سنوات حتى 14 عامًا هي الأكثر حساسية في تكوين الشخصية، مؤكدًا أن هذه المرحلة تُعد الأساس النفسي والاجتماعي للفرد في المستقبل، حيث يكتسب الطفل خلالها قدراته على التفكير المستقل، والتفاعل مع الآخرين، وتقدير الذات.

ودعا جمال فرويز الآباء إلى الانتباه لطريقة تعاملهم مع أطفالهم في هذه المرحلة، ومراعاة التوازن بين الحنان والحزم، لتربية طفل سوي قادر على الاعتماد على نفسه واتخاذ القرارات بثقة.

علامات الشخصية الاعتمادية والسلبية

وبيّن جمال فرويز أن من أبرز علامات الشخصية السلبية ما يلي: "عدم القدرة على اتخاذ قرار دون استشارة الآخرين، الخوف المستمر من الفشل، التردد والانسحاب من المواقف الصعبة، الاعتماد الكامل على الآخرين في المهام اليومية، انخفاض احترام الذات والشعور الدائم بالعجز".

وأوضح جمال فرويز أن هذه الأعراض تبدأ في الظهور تدريجيًا في مرحلة المراهقة، ثم تتفاقم في مرحلة الشباب إذا لم تتم معالجة المشكلة من خلال الدعم النفسي والتربوي المناسب.

نصائح لتربية أطفال أقوياء نفسيًا

اختتم الدكتور جمال فرويز حديثه بتوجيه مجموعة من النصائح للآباء والأمهات، أبرزها: "تشجيع الطفل على تحمل المسؤولية منذ سن مبكرة، منحه حرية التعبير عن رأيه حتى لو كان مختلفًا، تجنب الإفراط في العقاب أو الحماية، تعليمه كيفية اتخاذ القرار وتحمل نتائجه، توفير بيئة مستقرة وآمنة نفسيًا داخل الأسرة".

وأكد جمال فرويز أن التربية المتوازنة هي الدرع الأقوى في مواجهة التحديات النفسية المستقبلية، وهي السبيل الوحيد لبناء أجيال قادرة على القيادة، ومواجهة الضغوط بثقة واتزان.