عاجل

جمال فرويز: التنمر الإلكتروني معركة الجيل الجديد على منصات التواصل

التنمر ر الإلكتروني
التنمر ر الإلكتروني

أشار الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، انه في ظل التطور التكنولوجي الهائل، أصبح العالم الرقمي نافذة لا غنى عنها للتواصل بين الناس في مختلف أنحاء العالم، فهو وسيلة سريعة وسهلة لتبادل المعلومات والأفكار، لكنه للأسف لا يخلو من السلبيات، وأبرزها ظاهرة التنمر الإلكتروني التي تهدد الصحة النفسية والاجتماعية، خاصة بين الأطفال والمراهقين. 

 

وناقش الدكتور جمال  تأثير التنمر الإلكتروني،  خلال حلقة صباحية على قناة "إكسترا نيوز"،موضحًا  أن التنمر الإلكتروني يختلف عن التقليدي في كونه أكثر خفاءً، حيث يختبئ المتنمر خلف الشاشات، مما يزيد من جرأته وقسوته. 

 

وأشار إلى أن المتنمرين غالبًا ما يكونون أشخاصًا يعانون من اضطرابات نفسية ناتجة عن نقص عاطفي أو خبرات سيئة في الطفولة، مثل العنف الأسري أو الإهمال، فهم يعوضون هذا النقص بإيذاء الآخرين عبر الإنترنت، مستغلين إمكانية إخفاء هوياتهم. 

الضحايا من الاكتئاب إلى إيذاء الذات

و حذر أن الأطفال والمراهقون هم الأكثر عرضة لتأثيرات التنمر الإلكتروني، نظرًا لعدم اكتمال نضجهم النفسي، مما يجعل التنمر قد يؤدي بهم الي فقدان الثقة بالنفس حيث يصدق الضحية الإهانات ويتأثر بها ، مما يجعله اكثر عرضه للاكتئاب والقلق، وصولًا إلى أفكار انتحارية في الحالات الشديدة واضطرابات في النوم والأكل، وضعف الأداء الدراسي والاجتماعي. 

 

وأكد أن رد الفعل يختلف حسب الشخصية؛ فالشخص الواثق من نفسه قد يتجاوز الإهانة، بينما قد تدفع العصابيين إلى إيذاء أنفسهم ، مشيرًا إلى دور الآباء والأمهات، حيث نبّه إلى أن بعض الأهل يمارسون "تنمرًا غير مقصود" عبر مقارنة أطفالهم بغيرهم أو تقليل شأنهم، مما يدمر ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم فريسة سهلة للتنمر خارج المنزل. 

 

وشدد على أن الأسرة هي أساس الصلابة النفسية، قائلًا: "الطفل الذي ينشأ في بيئة داعمة، يحصل على الأمان والعاطفة، يصبح أكثر مقاومة للاضطرابات"، ناصحًا الآباء بتعزيز ثقة أبنائهم عبر، تجنب الانتقاد الجارح والمقارنات،و التشجيع المستمر وإبراز الإنجازات و الحوار المفتوح حول مخاطر الإنترنت. 

 

كيف نحمي أطفالنا؟ 

 

قدم ، استشاري الطب النفسي  خلال الحلقة نصائح عملية للوقاية، منها: 

1. تعزيز الوعي الرقمي: تعليم الأطفال عدم مشاركة بياناتهم الشخصية أو الرد على المتنمرين. 

2. التواصل الأسري: مراقبة نشاط الأبناء على الإنترنت دون تجاوز خصوصياتهم. 

3. الإبلاغ عن التنمر: حث الضحايا على عدم الصمت وإبلاغ المنصات أو المختصين. 

4.العلاج النفسي: في حال ظهور علامات اكتئاب أو انطواء. 

 

واختتم حديثه قائلاً أن العالم الافتراضي سلاح ذو حدين ،في الوقت الذي يظل فيه العالم الرقمي أداة حيوية للتعلم والتواصل، فإن مخاطره تتطلب وعيًا جماعيًا، مؤكدًا أن الثقة بالنفس هي الدرع الأقوى ضد التنمر، داعيًا إلى تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع لخلق بيئة آمنة للأجيال الجديدة. 

تم نسخ الرابط