عاجل

ضياء رشوان: الحرب الأخيرة أسقطت "مشروع الشرق الأوسط الجديد"

الكاتب ضياء رشوان
الكاتب ضياء رشوان

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، ضياء رشوان أن التطورات العسكرية الأخيرة في المنطقة قد وجهت ضربة قاصمة لما كان يُعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الجديد"، مشددًا على أن هذا المخطط قد سقط عمليًا بعد فشل الحرب في تحقيق أهدافها، خاصة فيما يتعلق بإضعاف إيران أو فرض هيمنة إسرائيلية مطلقة.

جاء ذلك خلال لقاء خاص أجرته معه الإعلامية منة فاروق، عبر قناة "إكسترا نيوز"، حيث قدّم ضياء رشوان تحليلاً سياسيًا وعسكريًا شاملًا لما جرى، وتأثيره على موازين القوى في الشرق الأوسط.

خريطة الشرق الأوسط

بدأ ضياء رشوان حديثه بالتأكيد على أن فكرة إعادة رسم خريطة المنطقة كانت مشروطة بهزيمة طرف رئيسي، قائلاً: "لو كانت إيران قد هُزمت هزيمة ساحقة، لكان من الممكن الحديث عن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، لكن لا أحد – لا في الغرب ولا في المنطقة – يستطيع أن يجزم بأن إيران قد هُزمت، ولا حتى أن إسرائيل خرجت منتصرة".

وأضاف ضياء رشوان أن هذا الغموض في نتائج الحرب يُعد هزيمة ضمنية لإسرائيل، التي كانت تسعى إلى حسم عسكري حاسم يغير من موازين القوى، لكنها اصطدمت بواقع مختلف.

دعاية عسكرية إسرائيلية 

استعرض ضياء رشوان جوانب من الدعاية العسكرية الإسرائيلية التي سادت قبل اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن قيادات تل أبيب، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، طالما تباهوا بقدرة جيشهم على "الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط"، وهو ما تم ترويجه عبر المؤتمرات والخرائط والمقابلات.

وقال ضياء رشوان: "حتى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وهو مجرد ضابط برتبة متوسطة، خرج بعد أيام من الحرب ليؤكد قدرة إسرائيل على الوصول لأي هدف، لكنه اضطر لإنهاء بيانه بشكل مفاجئ بسبب دوي القصف حوله".

وأشار ضياء رشوان إلى أن هذه الصورة تعكس خللًا جوهريًا في قدرة إسرائيل على فرض السيطرة الفعلية، وتؤكد أن ما تروج له من تفوق وهيمنة لا يتجاوز حدود الحرب النفسية والإعلامية.

واقع التوازن الإقليمي

أوضح ضياء رشوان أن نتائج المواجهة الأخيرة جاءت لتُسقط "وهم الهيمنة" الذي كان يسكن تفكير صُنّاع القرار في إسرائيل، وعلى رأسهم نتنياهو، مؤكدًا أن التجربة العملية أظهرت أن الردع لم يعد أحادي الجانب.

وأضاف ضياء رشوان: "ما حدث أثبت أن فكرة الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، والسيطرة المطلقة على مسارات الصراع، لم تعد قابلة للتحقق، بل أصبحت نوعًا من الوهم السياسي الذي لا ينسجم مع الواقع".

اختتم ضياء رشوان حديثه بالتأكيد على أن ما جرى عسكريًا وسياسيًا خلال الحرب الأخيرة أغلق بابًا كان مفتوحًا منذ سنوات في دوائر الغرب عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، قائًلا: "لم يعد هذا المشروع واقعيًا، لأن أي إعادة تشكيل للمنطقة تتطلب طرفًا مهزومًا وآخر منتصرًا.. وهو ما لم يحدث".

الكاتب ضياء رشوان 
الكاتب ضياء رشوان 

مستقبل الشرق الأوسط 

وبهذه الرؤية، يكون ضياء رشوان قد وضع إطارًا تحليليًا جديدًا لمستقبل المنطقة، حيث توازنات الردع والواقع الإقليمي باتت هي العنوان الأبرز، في مواجهة أوهام التفوق والاستحواذ.

تم نسخ الرابط