ضياء رشوان: إسرائيل تخشى الجيش المصري أكثر من إيران

أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان أن إيران تُعد أحد الركائز الأساسية في هيكل منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب دول المشرق العربي والخليج ومصر وتركيا وإسرائيل، مشددًا على أن هذه المنطقة لا يمكن أن تُختزل أو تُحكم من قبل كيان صغير أو دويلة مهما امتلكت من أدوات أو تحالفات.

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية منة فاروق على قناة "إكسترا نيوز"، حيث قدّم ضياء رشوان رؤية تحليلية شاملة لتوازن القوى في المنطقة، وتأثير الأحداث الأخيرة على بنية الإقليم وموازين القوة فيه.

إيران ركن أساسي

أوضح ضياء رشوان أن إيران ليست مجرد دولة طرف في نزاعات أو صراعات الشرق الأوسط، بل هي أحد الأضلاع الكبرى التي تُمثل ثِقلًا سياسيًا وعسكريًا وثقافيًا، إلى جانب عدد من الدول التاريخية الكبرى مثل مصر وتركيا.

وأضاف ضياء رشوان: "لا يمكن تصوّر أن تسيطر دويلة صغيرة على منطقة بهذا الثقل التاريخي والسياسي، فهذه الدول بحكم الجغرافيا والتاريخ لا تُدار إلا بنديّة وتوازنات حقيقية".

وأشار ضياء رشوان إلى أن المسافات الجغرافية، مثل المسافة بين إيران وإسرائيل التي تصل إلى نحو 1000 كيلومتر، لم تمنع إيران من الحفاظ على استقلال قرارها السياسي والعسكري، فكيف يمكن تصور إخضاع قوى إقليمية كبرى مثل مصر، التي تمثل بُعدًا حضاريًا وجغرافيًا راسخًا لا يمكن تجاوزه.

مصر تظل مركز الثقل

لفت ضياء رشوان إلى أن الجيش المصري هو المؤسسة العسكرية الوحيدة في المنطقة التي تُشكل مصدر قلق حقيقي لإسرائيل، على عكس مواقفها من بقية الجيوش الإقليمية، موضحًا أن إسرائيل رغم انتقاداتها المتكررة لبرنامج إيران النووي، لم تُبدِ انزعاجًا من القدرات العسكرية الإيرانية بنفس الحدة التي تحدثت بها عن الجيش المصري خلال العامين الماضيين.

وقال ضياء رشوان: "هذا الاعتراف الإسرائيلي الضمني بقوة الجيش المصري هو دليل إضافي على مكانة مصر الراسخة في ميزان القوى الإقليمي".

رسالة طمأنة للشعوب

وجّه ضياء رشوان رسالة طمأنة إلى الشعوب العربية، قائلاً: "لا داعي للخوف، فالشعور بالقلق الذي انتاب البعض مع بداية التصعيد العسكري مؤخرًا لا يعكس الواقع الحقيقي".

وأضاف ضياء رشوان: "هذه المنطقة لا تُدار بالخوف، ولا يمكن لأي قوة صغيرة أن تفرض هيمنتها أو إرادتها على دولها الكبرى، فمصر، على سبيل المثال، ليست لاعبًا عابرًا في المشهد، بل هي صانع رئيسي للقرارات والسياسات والتوازنات".

واختتم ضياء رشوان حديثه بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط محكومة بالتاريخ والجغرافيا، وليس بحسابات آنية أو مؤامرات ضيقة، مشيرًا إلى أن محاولات إخضاعها عبر أدوات الهيمنة أو التخويف مصيرها الفشل.

المنطقة محكومة بالتاريخ لا بالصدفة

وقال ضياء رشوان: "من يتصور أن بإمكانه السيطرة على المنطقة باستراتيجية الصدمة أو بالتحالفات الظرفية، فهو لا يعرف طبيعة الشرق الأوسط، ولا تاريخه الممتد لآلاف السنين".