ضياء رشوان: انقسام فى الإدارة الأمريكية حول تقييم الضربة لإيران

تحدث الكاتب الصحفي ضياء رشوان، عن وجود انقسام حاد داخل الإدارة الأمريكية، بشأن تقييم نتائج الضربة العسكرية الأخيرة التي وُجّهت إلى إيران، مشيرًا إلى أن الخلاف كان واضحًا بشكل خاص بين الرئيس دونالد ترامب وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.
جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية منة فاروق على شاشة قناة "إكسترا نيوز"، حيث تناول ضياء رشوان، تفاصيل دقيقة من كواليس القرار الأمريكي، وتأثير الضغوط الإسرائيلية في تشكيل ملامح هذا التصعيد.
خلاف استخباراتي
أوضح ضياء رشوان أن القرار الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران لم يكن محل توافق داخل أروقة واشنطن، بل جاءت الموافقة عليه تحت تأثير ضغوط سياسية وتقديرات متباينة بين أجهزة الدولة.
وأضاف رشوان: "إسرائيل لعبت دورًا محوريًا في إقناع ترامب بأن إيران على بعد أسابيع فقط من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي"، وهو ما دفعه إلى منح الضوء الأخضر للعملية العسكرية، رغم وجود تقديرات استخباراتية أمريكية تؤكد أن إيران تحتاج عامًا أو أكثر لتحقيق هذا الهدف.
هذا التضارب بين المعطيات الاستخباراتية يؤكد، بحسب ضياء رشوان ، أن القرار كان مدفوعًا بعوامل سياسية أكثر من كونه مبنيًا على حقائق ميدانية مؤكدة.
إسرائيل روجت لـ"حسم سريع"
وأشار ضياء رشوان، إلى أن إسرائيل لم تكتف بتضخيم التهديد الإيراني النووي، بل قدّمت تصورًا مبالغًا فيه لمدى قدرتها على إنهاء المواجهة مع إيران بسرعة، بالاعتماد على ما أسمته "النظرية الصادمة"، وهي ذات الأسلوب الذي استخدمته في مواجهة حزب الله سابقًا، وتعتمد هذه النظرية على استهداف قيادات الخصم مبكرًا لإحداث صدمة نفسية وتنظيمية تؤدي إلى تفككه أو انكساره.
لكن ضياء رشوان علّق قائلًا: "هذا الأسلوب قد ينجح مع التنظيمات المسلحة، لكنه لا يصلح مع دولة تمتلك مؤسسات عريقة، وتاريخًا يمتد آلاف السنين، مثل إيران"، معتبرًا أن الرهان الإسرائيلي كان في غير محله.
ترامب وثق في إسرائيل
أكد ضياء رشوان، أن الرئيس الأمريكي وثق في الرواية الإسرائيلية دون تمحيص كافٍ، ما جعله يتورط في قرار عسكري غير مدروس من كافة الجوانب، مشيرًا إلى أن الواقع على الأرض جاء مغايرًا تمامًا للتوقعات الإسرائيلية.
وأضاف ضياء رشوان: "المؤسسات العريقة لا تسقط بصدمة، بل قد تزداد صلابة أمام العدوان"، معتبرًا أن الخطأ الاستراتيجي في الحسابات قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والتعقيد في المنطقة.
حسابات القوة لا تبنى على وهم
وفي ختام حديثه، شدد ضياء رشوان ،على ضرورة إعادة تقييم طبيعة المواجهات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث لم تعد المعارك تُحسم بالضربات المفاجئة أو الوعود الدعائية.
وقال ضياء رشوان: "الأنظمة الراسخة، مثل إيران، لا يمكن التعامل معها كما يتم التعامل مع ميليشيا أو كيان هش"، مؤكدًا أن الرهانات السياسية الخاطئة تُكلف كثيرًا من الخسائر الاستراتيجية والدبلوماسية، سواء للولايات المتحدة أو لحلفائها في المنطقة.