الخراب يتمدد من دارفور إلى النيل.. والسودان في سباق نحو "اللاعودة"

دخلت الحرب في السودان عامها الثالث، أصبحت ولايات كردفان الثلاث وولاية شمال دارفور والصحراء الرابطة بين الولاية الشمالية وإقليم دارفور النقاط الأبرز للمعارك بين الجيش والدعم السريع.
حيث شهدت مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان معارك عنيفة خلال الأيام الماضية استطاع خلالها الجيش السوداني صد هجوم للدعم السريع، وفقا للناطق باسم الجيش نبيل عبد الله.
وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على اللواء 189 واقتربت من السيطرة على الفرقة 22 التابعة للجيش في المدينة.
معارك كردفان
كما شهدت ولاية جنوب كردفان هي الأخرى معارك عنيفة، حيث أعلن الجيش صد هجوم للحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو -المتحالفة مع الدعم السريع- على منطقة الدشول، الثلاثاء الماضي، قبل أن تعود الحركة وتعلن سيطرتها على المنطقة لتقطع الطريق الرابط بين مدينتي كادوقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان.
"حمدتي" يخطط ويتوعد
وأثار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" وهو يخاطب حشدا من جنوده، الأحد الماضي، جدلا واسعا حول دوافع وأسباب الخطوة.
وتوعد حميدتي خلال الخطاب بإغلاق خطوط النفط، بما فيها التي تنقل نفط دولة جنوب السودان عبر البلاد وتحييد المسيرات التابعة للجيش السوداني، والتي باتت سلاحه الوحيد، على حد تعبيره.
ولوح حميدتي مجدداً بعزمهم الهجوم على الولاية الشمالية وولاية نهر النيل. مضيفاً أنهم سيعملون على السيطرة على الصحراء الرابطة بين دارفور والولاية الشمالية بشكل كامل بعد سيطرتهم على منطقة المثلث الحدودية.
حرب السودان
يذكر أن الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد.
وتسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة، حسب فرانس برس.
تفكك السودان
في ظل احتدام المعارك واتساع رقعتها الجغرافية، تتزايد المخاوف من دخول البلاد في مرحلة من التفكك الكامل، لا سيما مع انهيار شبه تام لمؤسسات الدولة في المناطق التي تشهد قتالاً.
فقد أصبحت السيطرة على الطرق الحيوية والمراكز الإدارية بيد الفصائل المتنازعة، مما أدى إلى انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية، وتدهور الأوضاع الأمنية والخدمية بشكل غير مسبوق، خاصة في ولايات كردفان ودارفور.
تحذير أممي
من جهة أخرى، حذرت منظمات إغاثة دولية من تفاقم الوضع الإنساني، مؤكدة أن استمرار استهداف البنى التحتية والمراكز الصحية ينذر بكارثة طويلة الأمد.
كما دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار فورًا والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، محذّرة من أن السودان يقترب بسرعة من "نقطة اللاعودة" إذا استمرت الحرب على هذا النحو من التصعيد والتشظي.