إبراهيم سليم: مينفعش 2 أغراب يقعدوا مع بعض. و«نونة المأذونة» واقع ملموس (حوار)

إبراهيم سليم رئيس صندوق المأذونين الشرعيين لـ نيوز رووم:
- المجتمع يحكم على الزواج بمنطق الذوق الجمعي والاستغراب.. والمأذون لديه ضوابط قانونية وشرعية
- الدعوات لتجاهل الأب حال رفضه الزواج نتعامل بها بمانع أدبي وأخلاقي
- الموانع الشرعية في الزواج تحدث للرجال والنساء.. والعدة تنطبق على الرجال في حالاتين
- مينفعش 2 أغراب يقعدوا مع بعض.. والكلام عن التجربة غير مقبول عقلًا أو شرعًا
استضاف موقع «نيوز رووم» الشيخ إبراهيم سليم، رئيس صندوق المأذونين الشرعيين، للحديث عن أزمات الزواج وفي مقدمتها زواج ذوي الهمم خاصة أصحاب متلازمة داون، إلى جانب التعريف بأحوال المأذونين والعقبات التي تواجههم؟
بداية.. ما هو المأذون وسبب تسميته بهذا الاسم؟
نحن كمأذونيين مهنة من أشرف المهن الموجود، واسم المأذون مأخوذ من مأذون القاضي الشرعي، حيث كان القاضي الشرعي قديمًا هو من يحرر، مع كثرة حالات الزواج أصبح المأذون هو شخص يأذن له القاضي الشرعي بعقد الزواج وكان يعرف بـ مأذون القاضي الشرعي، وتم اختصارها بـ المأذون الشرعي.
المأذون يحكمه لائحة 1915 تحدد مواصفات المأذون الشرعي 1945 وأقرب تعديل 2018، ينقصنا الكثير ونحتاج لحياة كريمة خاصة وأن المأذون هو الموظف الوحيد الذي لا يتقاضى دخل وليس له معاش، وسبق قدمنا مشروع قانون وحتى الآن لم يقر، وليس هناك جهة تهتم برعايتنا صحيًا ووظيفيًا، تعاونا من أجل إنشاء صندوق المأذونيين لكنه لا يقدم الخدمات التي نحتاجها بشكل كافٍ، نأمل أن تكون لنا نقابة أو صندوق يكون له عائد يقدم من خلاله بعض الخدمات لنا.
من يحق له العمل كمأذون؟
إذا أراد الشخص أن يصبح مأذونًا يشترط أن تكون هناك مأذونية جديدة، أو أن يكون هناك شخص عزل أو توفي عن مأذونية موجودة بالفعل، ولابد أن يكون المتقدم مقيم سنة قبل فتح باب الترشح والذي يمتد لمدة شهرين، ويشترط فيه ألا يقل عن 30 ولا يزيد عن 40 عامًا، ويكون المؤهل «أزهري، دار علوم، الحقوق»، يفضل الأعلى درجة.
تجربة نونة المأذونة.. هل هناك مأذونات شرعيات؟
قديمًا كانت مع أحكام مجلس الدولة والقضاء الإداري أقروا عملها، وهذا ضمن جهود الدولة لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة خاصة في مجالات العمل المختلفة، ونحن كمأذونيين ربما يتجاوز عددهم 4500 مأذون، بيننا أكثر من 200 مأذونة منها «بنها، الشرقية والمنصورة»، وجميعهن يتمتعن بالسيرة الحسنة ونشرف بهن، ويمارسن دورهن بشكل طبيعي.
ماذا عن التحديات التي تواجه المأذونة؟
من أصعب ما يواجه المأذونة والمأذون أيضا أن بيته دائمًا مفتوحة وإن تأخر الوقت إلى الصباح خاصة فيما يتعلق بمجالس الطلاق.
هل زواج ذوي الهمم باطل؟
المجتمع بيستغرب زواج ذوي الهمم، لكن كمأذون شرعي بيمر عليا حالات كثيرة منها“ الأصم، الأخرس، الأطرش، ومن يعاني صعوبة الكلام وغيرهم”، وعلينا أن نؤمن بأن الدولة تدعم ذوي الهمم وتسعى لمساعدتهم ومن حقوقهم الزواج كذلك وهو من الناحية الشرعية والقانونية صحيح.
ولما تمت مهاجتمي أكدت بأن دار الإفتاء حسمت المسألة في عام 2005 وقالت بجواز الزواج، ووضعت بعض الضوابط منها معرفة الشخص الآخر بحالة المتقدم له، عدم وقوع ضرر على أحد الزوجين، الحالة التي أثارت الجدل كانت لولد من ذوي الهمم في مقابل ماذا لو كانت حالة من ذوات الهمم هي من ستتزوج، معرفة أطراف العلاقة الزوجية ولا يكون هناك رفض.
لماذا حدثت ضجة حول فتاة الشرقية برأيك؟
واقعة فتاة الشرقية الناس انتقدت لمجرد بكاء الفتاة وهو أمر لا يعول عليه فالعبرة بالإيجاب والقبول، وحديثنا انصب على الحكم وليس الحالة، وفي حال رفضت الفتاة هناك حكم شرعي، نحن نعتمد مذهب الإمام أبو حنيفة وهو من قال في حال عدم الرضاء أو الرفض يكون الزواج باطل، وإذا قبلت فهو صحيح.
هل هناك موانع شرعية تنطبق على الرجال والنساء عند الإقدام على الزواج؟
أكيد.. هناك موانع شرعية للرجال والنساء، منها أن تبحث السيدة عن الزواج قبل انتهاء العدة، في مقابل إذا أراد الرجل أن يتزوج من أخت طليقته فإنه ينتظر (يعتد) حتى تنتهي عدة أختها، كذلك إذا فارق الرابعة وأراد أن يتزاوج الخامسة بدلًا عنها فإنه ينتظر لحين انتهاء عدتها، ودوري كمأذون التحقق من الأمور الشرعية قبل عقد القران بأن تكون الزوجة من غير محارم الزوج، أو وجود رضاع بينهما، فلو يجوز زواجهم .
البعض يرى المأذون عليه دور كبير في القبول بحالات الزواج الشاذة، فما رأيك؟
ليس من حق المأذون أن يرفض زواج مكتمل أو مستوفٍ للشروط والإجراءت الشرعية والقانونية، وإذا حدث ووجد قصور أو نقص في الإجراءات الشرعية يمكن للمأذون أن يرفض، غير ذلك ليس من سلطته أودوره أو من العقل أو آداب المهنة.
على سبيل المثال: «واحد يريد الزواج من سيدة أكبر منه والعرف والمجتمع يستغرب هذه الزيجة بالنسبة لي كمأذون هي صحيحة، كذلك الأمر لمن يريد الزواج بأخرى سواء للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة مينفعش أقوله إزاي رايح تتجوز وعلى زمتك واحدة تانية»، لكن أقوم بدوري وواجبي بعد استيفاء الأركان الشرعية والقانونية.
«لا نكاح إلا بولي».. نرى دعوات لتجاهل الأب حال رفضه الزواج فكيف يتعامل المأذون معها؟
هنا يتدخل المانع الأدبي حيث يمكن من خلاله المأذون مراجعة الطرفين في الزواج؛ فقد تكون الفتاة عمرها 25 عامًا ووالدها يرفض الزيجة، فننصحها بأن تقنعه وإن كان زواجها بتوكيل ولي آخر صحيح قانونًا، لكن الأفضل شرعًا وعرفًا أن يتولى والدها فيتم توجيهها إلى أن من حق الوالد أن يفرح بها هو وإخوتها وأن تستمع لوجهة نظره ربما تكون أفضل لها، فكم من حالات في المحاكم قامت على الحب، لذا فالأب مهم حيث يحكم على العلاقة الزوجية بالعقل والمنطق بعيدًا عن العاطفة التي تسيطر على الفتاة، ويكون سندًا لها في حال حدوث خلافات مستقبلية.
الزواج العرفي بير سلم لانتقاص حقوق المرأة كما يصفه البعض.. هل يتورط المأذون في تحريره؟
أغلب الأحيان الزواج العرفي -وهو مصطلح دارج فقط- يكون هناك مشاكل قانونية وموانع شرعية لذا يلجأ طرفاه لتحريره عند المحامي وليس المأذون بحكم ضوابط عمل المأذون وامتلاكه لوثيقة زواج رسمية يتم توثيقها بمجرد الانتهاء منها وإلا يعرض نفسه للمساءلة القانونية، هذه الضوابط والموانع لا تتوافر لدى المحامي الذي لا يخول له تحرير عقد الزواج، فيقوم بتحرير الأوراق العرفية، وفي حال وجود زواج يريد طرفاه الإشهار والإعلان يتم ذلك من خلال المأذون الشرعي.
زواج التجربة والمساكنة.. كيف تصنف المصطلحات الرائجة ضمن مقترحات لتفادي الطلاق؟
في الوقت الحالي أصبح هناك وباء اسمه «التريند»، و«فوبيا التريند» صدرت لنا مصطلحات غريبة وغير مألوفة ومنها زواج التجربة الذي يعد غير مقبول عقلًا أو شرعًا أو إنسانيًا، فهناك في الإسلام أصول للزواج ولهذا شرعت الخطبة يتعرف فيها الطرفين إلى بعضهما البعض، أما غير ذلك فهو كلام فارغ غرضه الشو الإعلامي.
إضافة إلى أن بعض الأفكار الغربية كالمساكنة وهي شرعًا غير جائزة، نرد عليها: «مينفعش 2 أغراب يقعدوا مع بعض لاهي زوجته ولا بنته ولا أخته علشان يقعدها معاه تحت سقف واحد لكن القصة تريند ومشاهدات بس».