عاجل

أقرب الفرق إلى أهل السنة.. من هم الزيدية وهل غلاة الشيعة كفار؟

الشيعة الزيدية
الشيعة الزيدية

جددت الحرب الإيرانية الإسرائيلية حالة من الجدل حول الشيعة وموقفهم من أهل السنة، وما بين المتعاطفين والشامتين برز السؤال عن حكم اعتقاد الشيعة وهل هم فرقة إسلامية أم غير مسلمين، ونوضح في السطور التالية ما جاء في الشيعة وفرقهم.

هل الشيعة مسلمين؟ 

الشيعة مذهب إسلامي من جملة مذاهب المسلمين - بحسب فتوى رسمية لدار الإفتاء-، والشيعة فرق عديدة؛ منها المعتدل ومنها المغالي، والشيعة الإمامية الاثنا عشرية وكذلك الزيدية جزء أساسي في الأمة الإسلامية، فالزيدية بالإجمال أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة، أما الإمامية فلا ينسبون إلى أهل السنة والجماعة وإن كانوا من جملة المسلمين أهل القبلة الواحدة.

وبينت الإفتاء أنه في هذا المقام يلزم التنبيه إلى أن تعميم الأحكام على جميع الشيعة دون تفرقة أو تمييز بينهم بحسب درجتهم في التشيع ودون تفريق بين علمائهم وعوامهم ليس من العدل والإنصاف والعلم في شيء، بل هو عين الفتنة التي يبغيها الشيطان في أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الشيعة الزيدية.. من هم ولماذا يسمون أقرب فرقة لأهل السنة؟

 الشيعة الزيدية، فينتسبون إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأكثرهم يرجع في الأصول إلى عقائد المعتزلة، وفي الفروع إلى مذهب أبي حنيفة إلا في مسائل، وهم بالإجمال أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة.

تشير بعض التقارير إلى أن (الزيدية معتزلة فى الأصول، حنفية فى  الفروع)، حيث كان أبو حنيفة يميل إلى زيد ويتعصب له.

والزيدية يُجيزون الإمامة فى كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين ـ رضي الله عنهما، والإمامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها.

كما يجيز الزيدية وجود أكثر من إمام واحد فى وقت واحد فى قطرين مختلفين، وتقول بالإمام المفضول مع وجود الأفضل؛ إذ لا يُشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعاً.

وفيما يتعلق بالأحاديث النبوية الشريفة، يرى علماء المذهب الزيدى أن المنهج الصحيح المعتمد عند علماء المذهب هو أن أى حديث اختلف المسلمون فيه- يجب أن يعرض على كتاب الله، فإذا وافق كتاب الله فهو حديث صحيح وسنته صحيحة، وإذا خالف كتاب الله فهو حديث غير مقبول وسنته غير صحيحة.

حكم اعتقاد غلاة الشيعة

الشيعة الغلاة؛ فهم طوائف؛ والقاسم والجامع بينهم في مزاعمهم واعتقاداتهم هو كونها تتعارض مع أصل الدين وعقيدة التوحيد؛ فمنهم من يقول بأن الله تعالى حَلَّ في خمسة أشخاص: في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي عليٍّ، وفي الحسن، وفي الحسين، وفي فاطمة رضي الله عنهم، فهؤلاء آلهة عندهم، ومنهم من يقول بتناسخ الأرواح، ومنهم من يقول بإنكار القيامة، ومنهم من يقول بأن الأئمة ينسخون الشرائع، ومنهم من يقول باستحلال المحرمات ويتأول قول الله عز وجل: ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا﴾ [المائدة: 93]، إلى غير ذلك من الخرافات والضلالات. راجع: "الملل والنحل" للشهرستاني، و"اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي.

الشيعة الإمامية وعقيدتهم في المهدي المنتظر

وأما الشيعة الإمامية، فقد لقبوا بهذا اللقب لأنهم يرون الإمامة لعليٍّ وأولاده، ويعتقدون أنه لا بد للناس من إمام، وينتظرون إمامًا سيخرج في آخر الزمان.

السنة والشيعة.. اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، كان قد أكد في حديثه الرمضاني «الإمام الطيب» أن الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين.

وتابع الشيخ: دليل ذلك ما ورد عن النبي "صلى الله عليه وسلم" في حديثه المعجز، الذي استشرف فيه المستقبل فحذرنا من مخاطر الانقسام التي قد تنبني على ذلك حين قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ" بمعنى نحسند بعضنا دولنا على بعض، ونحسد بعض شعوبنا على بعض، ثم قال: "وَهِيَ الْحَالِقَةُ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدَّيْنِ"، ثم فسر قائلًا: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، فاستكمل: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثْبِتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم"، بمعنى رسخو السلام بينكم وعيشوا فيه معا.

الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافًا حول الدين

وأشار الطيب إلى أنه قد حدثت بعض الخلافات بين صحابة النبي "صلى الله عليه وسلم" ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه "ما سل سيف في الإسلام مثلما سل على هذا الأمر"، كما اختلفوا في عهده "صلى الله عليه وسلم"، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم، موضحًا أن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" حين قال: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.

السنة والشيعة.. اختلاف رحمة وليس سببًا للتكفير

وأكد شيخ الأزهر، أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي، وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات، مشددًا أن هذا اختلاف طبيعي في ذلك الوقت، خضع في تغليب أحدنا على الآخر لضرورات حياتية عملية فرضتها الظروف حينها، ولا يجب أن يكون هذا الاختلاف سببًا في أن يكفر أحدنا الآخر، بل يجب فهم أن في هذا النوع من الاختلاف رحمة، فالصحابة رضوان الله عليهم قد اختلفوا، وقد أقر النبي "صلى الله عليه وسلم" اختلافهم، ولكن لم يكفر أحد أحدا من الصحابة، كما أننا نحن السنة لدينا الكثير من المسائل الخلافية، فلدينا المذهب الحنفي والمذهب الشافعي وغيرها من المذاهب، بكل ما بينها من أمور خلافية.

تم نسخ الرابط