عاجل

الشيعة مسلمون.. ماذا قال الإمام الطيب عن أهل إيران تزامنا مع حربهم؟

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

بالتزامن مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية، تجدد الخلاف بين المسلمين حول الفرح والدعم والوقوف إلى جانب إيران في حربها على الكيان الصهيوني والذي بادر إلى ضرب أراضيها واغتيال عدد من قادتها، ووسط تلك الحيرة بين الدعم كونهم شيعة مسلمون والمنع باعتبارهم على غير المذهب وأن الله يهلك ظالمًا بظالم، كان للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعلماء المؤسسة السنية دورهم في دعم الموقف الإيراني باعتبارهم من أهل القبلة.

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

 السنة والشيعة.. اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، كان قد أكد في حديثه الرمضاني «الإمام الطيب» أن الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف فكر ورأي وليست فرقة دين.

وتابع الشيخ: دليل ذلك ما ورد عن النبي "صلى الله عليه وسلم" في حديثه المعجز، الذي استشرف فيه المستقبل فحذرنا من مخاطر الانقسام التي قد تنبني على ذلك حين قال: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ" بمعنى نحسند بعضنا دولنا على بعض، ونحسد بعض شعوبنا على بعض، ثم قال: "وَهِيَ الْحَالِقَةُ، وَلَكِنْ حَالِقَةُ الدَّيْنِ"، ثم فسر قائلًا: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين، فاستكمل: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثْبِتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بينكم"، بمعنى رسخو السلام بينكم وعيشوا فيه معا.

الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافًا حول الدين

وأشار الطيب إلى أنه قد حدثت بعض الخلافات بين صحابة النبي "صلى الله عليه وسلم" ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه "ما سل سيف في الإسلام مثلما سل على هذا الأمر"، كما اختلفوا في عهده "صلى الله عليه وسلم"، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم، موضحًا أن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي "صلى الله عليه وسلم" حين قال: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته"، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.

السنة والشيعة.. اختلاف رحمة وليس سببًا للتكفير

وأكد شيخ الأزهر، أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي، وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات، مشددًا أن هذا اختلاف طبيعي في ذلك الوقت، خضع في تغليب أحدنا على الآخر لضرورات حياتية عملية فرضتها الظروف حينها، ولا يجب أن يكون هذا الاختلاف سببًا في أن يكفر أحدنا الآخر، بل يجب فهم أن في هذا النوع من الاختلاف رحمة، فالصحابة رضوان الله عليهم قد اختلفوا، وقد أقر النبي "صلى الله عليه وسلم" اختلافهم، ولكن لم يكفر أحد أحدا من الصحابة، كما أننا نحن السنة لدينا الكثير من المسائل الخلافية، فلدينا المذهب الحنفي والمذهب الشافعي وغيرها من المذاهب، بكل ما بينها من أمور خلافية.

الأزهر يدين العدوان الصهيوني على إيران

كما أدان الأزهر الشريف، بأشد العبارات، العدوانَ الصهيوني الذي استهدف أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الجمعة الماضي، والذي يُمثِّل انتهاكًا سافرًا لسيادة الدول، وتعدِّيًا صارخًا على أحكام القانون الدولي، فضلًا عن كونه تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.

ويحذر الأزهر من أن همجية الاحتلال الصهيوني تنذر بمزيدٍ من اشتعال الأزمات في المنطقة، وتهدِّد بجرِّها إلى فوضى إقليمية تُقوِّض استقرارها وتُعرِّض مقدَّرات شعوبها للخطر، مشدِّدًا على أن سياسة الغطرسة التي ينتهجها هذا الكيان تعكس سلوكه العدواني ونهجه في نشر الفوضى، وتقويض الأمن والسلم الدوليين، وسعيه لتحويل المنطقة بأكملها إلى ساحة للحروب والصراعات.

ويُجدد الأزهر دعوته إلى المجتمع الدولي، وكل المؤسسات الأممية، والضمائر الحية في العالم، إلى تحمُّل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، بوقف الانتهاكات المتكررة لهذا الاحتلال المارق في المنطقة، وضمان احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، والعمل الجاد على تجنُّب التصعيد، حفاظًا على أرواح الأبرياء.

الدكتور عبدالمنعم فؤاد
الدكتور عبدالمنعم فؤاد

هل يجوز التعاطف مع إيران في حربها رغم أنها دولة شيعية؟

من جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد العالم الأزهري والعميد السابق إنه بالرغم من اختلافي في الفكر مع الشيعة إلا أنني لا أرضى بهزيمتهم ولا نصرة الصهاينة عليهم،  وافرح بعملياتهم العسكرية التي تسوء الصهاينة سوء العذاب، واتمنى لهم النصر ، ولتزحف الاختلافات المذهبية الآن بعيدًا عن الطاولة.

وكتب «فؤاد» من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «نستدعي جميعا ثقافة الاعتصام بحبل الله،  ونفرح سويا بأي إنجاز إيراني ضد قتلة الأنبياء والنساء والأطفال، وهذا منهج نبوي عظيم فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم فرح بنصر الروم على المشركين، والروم على غير دينه عليه الصلاة والسلام فكيف لا نفرح بمن هم على ديننا،  وإن كانت هناك نقاط اختلاف فلتبق بعيدا الآن». 

دعاء لدعم إيران في حربها ضد إسرائيل

ودعا بالقول:«اللهم أرنا في بني صهيون عجائب قدرتك يا رب العالمين».

تم نسخ الرابط