محمد العرابي: الرد الإيراني هزيمة معنوية لإسرائيل ورسالة عن قوة الدولة

أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن إيران نجحت في إثبات تماسكها وقوتها في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مشيرًا إلى أن رد طهران العسكري يعكس قدرة الدولة على المواجهة وعدم الانكسار تحت الضغط.
وأوضح محمد العرابي، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم"، أن الرد الإيراني لم يكن فقط من الناحية العسكرية، بل حمل أيضًا رسائل سياسية ومعنوية قوية إلى الداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي.
ضربة معنوية لإسرائيل
وصف محمد العرابي الرد الإيراني بـ*"الهزيمة المعنوية لإسرائيل"*، معتبرًا أن ما حدث يمثل تحولًا مهمًا في معادلة الردع بين الطرفين.
وأشار محمد العرابي إلى أن الهجوم الإيراني، سواء بالصواريخ أو من خلال الرسائل المعلنة، أكد أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي اعتداءات، وهو ما أربك الحسابات الإسرائيلية، التي كانت تعتمد على سياسة "الضرب دون رد".
قدرات إيران العسكرية
شدّد محمد العرابي على أن الصواريخ التي استخدمتها إيران شهدت تطورًا ملحوظًا في شدتها ونوعيتها، حيث حملت رؤوسًا أكثر تفجيرًا وأدق إصابة، مما تسبب في خسائر مادية ومعنوية مؤثرة داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأوضح محمد العرابي أن هذه الضربات ستؤثر بشكل كبير على شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة في أوساط اليمين الإسرائيلي الذي طالما تغنى بقوة الردع العسكرية، قائًلا: "الدمار في بعض المواقع داخل إسرائيل لم يكن فقط ماديًا، بل أحدث اهتزازًا نفسيًا داخل المجتمع الإسرائيلي، سيصعب على الحكومة تجاوزه بسهولة".
انعكاسات على إسرائيل ونتنياهو
لفت محمد العرابي إلى أن آثار الرد الإيراني لن تتوقف عند حدود المعركة العسكرية، بل ستمتد إلى المشهد السياسي الداخلي في إسرائيل، مشيرًا إلى أن المعارضة قد تستغل هذه الضربة لتقويض حكومة نتنياهو واتهامها بسوء التقدير الاستراتيجي.
وأضاف محمد العرابي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يعتمد كثيرًا على إظهار الحزم والقوة، قد يجد نفسه أمام تحديات داخلية شديدة خلال الفترة القادمة، خاصة إذا تكررت هذه الهجمات أو ازدادت حدّتها.

رسائل مزدوجة للمنطقة
أكد محمد العرابي أن الرد الإيراني لم يكن موجّهًا فقط لإسرائيل، بل حمل رسائل واضحة للمنطقة والعالم، مفادها أن إيران قادرة على الرد رغم الضغوط والعقوبات، وأنها تملك أدوات التأثير في المعادلة الإقليمية.
وأشار محمد العرابي إلى أن هذا الرد يعكس تحولًا في العقلية السياسية والعسكرية الإيرانية، والتي أصبحت أكثر ميلًا إلى تفعيل الردع المتبادل والتصعيد المنضبط، بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات أو الحروب بالوكالة.