عاجل

رامي عاشور: تل أبيب دخلت العمق الإيراني عبر عمليات استخباراتية

الدكتور رامي عاشور
الدكتور رامي عاشور

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن إسرائيل نجحت في تنفيذ عمليات استخباراتية عالية الدقة وغير مسبوقة داخل العمق الإيراني، واصفًا هذه التحركات بأنها "نقاط استراتيجية حاسمة" في سياق المواجهة الممتدة بين الطرفين.

وأوضح رامي عاشور، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "اليوم" على قناة DMC، أن العمليات الإسرائيلية الأخيرة تجاوزت الطابع التقليدي للاشتباك، مشيرًا إلى أنها استهدفت منشآت شديدة الحساسية، الأمر الذي أضعف الموقف الإيراني وخلق حالة من الحرج داخل الدوائر القيادية بطهران.

اختلاف الأهداف النهائية

وأكد رامي عاشور أن هناك توافقًا واضحًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن ضرورة كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، رغم اختلاف الأهداف النهائية لكلا الطرفين.

وأشار رامي عاشور إلى أن واشنطن تسعى لاحتواء تقدم طهران النووي وإبقاء الملف تحت السيطرة الدبلوماسية، بينما تتبنى إسرائيل رؤية أكثر راديكالية تهدف إلى إعادة تشكيل بنية النظام الإيراني ذاته، معتبرة أن هذا التغيير الجذري هو السبيل الوحيد لضمان أمنها القومي على المدى البعيد.

خسائر إيرانية فادحة 

ونوّه رامي عاشور إلى أن الخسائر التي مُنيت بها إيران كانت جسيمة، سواء على المستوى المادي أو المعنوي، حيث تم اغتيال عدد من القيادات الأمنية والعلمية البارزة، إضافة إلى تدمير ثلاثة مفاعلات نووية، في ما اعتبره عاشور "ضربات موجعة" لم تستطع إيران حتى الآن الرد عليها بمستوى مكافئ.

وأكد رامي عاشور أن العجز الإيراني عن توجيه رد مماثل يعكس خللًا واضحًا في موازين الردع، ويضع طهران في موقف دفاعي، يجعلها في موضع المتلقي للضربات بدلًا من الفاعل المؤثر، رغم الشعارات المتكررة حول الجاهزية والقدرات الصاروخية.

محاولة لحفظ ماء الوجه

ورغم هذه الخسائر، قال رامي عاشور إن القيادة الإيرانية تحاول إعادة صياغة ما جرى ضمن خطاب المقاومة التقليدي، حيث تسعى طهران إلى تقديم نفسها على أنها قوة صامدة أمام الضغط الغربي والصهيوني، وتصوّر امتصاص الضربات كنوع من الانتصار الرمزي.

وأوضح رامي عاشور أن هذا الخطاب يهدف إلى الحفاظ على التماسك الداخلي ورفع الروح المعنوية، خاصة في ظل الاحتقان الشعبي والتحديات الاقتصادية المتفاقمة، مشيرًا إلى أن الرسائل الإعلامية الإيرانية باتت تُركّز على فكرة الصمود أكثر من الرد العسكري المباشر.

الدكتور رامي عاشور 
الدكتور رامي عاشور 

مرحلة تحول حاسم

وفي ختام حديثه، شدّد رامي عاشور على أن ما يجري حاليًا في المنطقة ليس سوى مقدمة لتحولات استراتيجية أكبر، لافتًا إلى أن المواجهة بين إيران وإسرائيل قد تشهد أشكالًا جديدة من الصراع غير التقليدي، سواء عبر الحرب السيبرانية أو المعارك بالوكالة.

وأكد رامي عاشور أن المجتمع الدولي يقف اليوم أمام اختبار حقيقي، يتمثل في كيفية ضبط هذا الصراع ومنع تحوّله إلى مواجهة شاملة، مشددًا على أن الدبلوماسية والردع المتبادل سيكونان مفتاح المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط