الإخوان بين الدين والوطن.. قراءة في مشروع «مملكة الله» على أرض مصر|فيديو

في إطار تغطيتها المتواصلة لقضايا الأمن القومي والظواهر السياسية التي تؤثر على الوطن، عرض برنامج «الحياة اليوم» الذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل عبر قناة «الحياة» تقريرًا هامًا بعنوان «الدين والوطن للإخوان» يكشف كيف حاولت جماعة الإخوان الإرهابية تأسيس دولة داخل الدولة المصرية، عبر تأسيس دستور إخواني خاص، وتنفيذ مخططات لبناء «مملكة الله» على أرض مصر.
بدأ التقرير بتسليط الضوء على أيديولوجية الجماعة، التي نشأت في مصر عام 1928، حيث تبنت نهجًا يختلف جذريًا عن مفهوم الوحدة الوطنية الذي جسده مكرم عبيد في عام 1919، حين أعلن شعار «الدين لله والوطن للجميع» الذي كان بمثابة دعوة للوحدة والتآخي بين المسلمين والأقباط في مصر، وهو الشعار الذي ظل علامة مميزة في الوعي الشعبي المصري على مر العقود.
مفهوم الوطن
وأشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان لم تؤمن بهذا المبدأ الوطني، بل اعتبرت أن مفهوم الوطن يجب أن يتجاوز الحدود الجغرافية إلى إطار ديني تشريعي خاص بهم، وهو ما أكد عليه مؤسس الجماعة حسن البنا في رسائله حين قال: «وجه الخلاف بيننا وبينهم هو أننا نعتبر حدود الوطنية وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية». هذه الرؤية جعلت الجماعة تتبنى فكرًا يرى أن الولاء الحقيقي ليس للوطن بمعناه الجغرافي والسياسي، بل لما يخدم مصالح الجماعة وعقيدتها التي تبرر الجهاد والخروج على الحكام المخالفين لمنهجهم.
المشهد السياسي والأمني
وشدد التقرير على أن هذا الفكر كان له تأثير مباشر على المشهد السياسي والأمني في مصر خلال العقد الماضي، خاصة في أحداث 2011 وما تلاها من اضطرابات، حيث حاولت الجماعة فرض سيطرتها على مؤسسات الدولة من خلال اعتقادها بأن «دولتها» يجب أن تخضع بالكامل لمرشدهم ومكتب إرشادهم، ورفض أي معارضة أو خروج عن تنظيمهم.
وأكد التقرير أن هذه المحاولات أدت إلى مزيد من التوترات والصراعات داخل المجتمع المصري، مع إصرار الجماعة على أن الدين والوطن ملك لهما فقط، مما جعل مصر تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على وحدتها واستقرارها.
30 /6 كاشفة للإخوان
وفي سياق متصل، قال ماهر فرغلي الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: «30 /6 كاشفة للإخوان ودفعت الإخوان إلى أن تظهر على حقيقتها، لأن طوال الوقت الإخوان بتقول إنها مش جماعة عنيفة، انا جماعة سلمية، ولما حدثت ثورة 30 يونيو شوفنا الإخوان طلعت لما ألوية وكتائب ومليشيات وفصائل وجماعات وتنظيمات اكتر من 28 تنظيم تحمل السلاح، حتى وصلنا إلى حركة حسم، والتي قامت بتنفيذ عملية معهد الأورام في 2019».