مراكز توزيع المساعدات في غزة تتحول إلى كمائن عسكرية تستهدف الجوعى

حذر أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، من خطورة الأوضاع في مراكز توزيع المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، والتي وصفها بأنها تحولت إلى "مصائد موت" تستهدف المدنيين الجوعى بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مداخلة تلفزيونية مع الإعلامي كريم فهمي على قناة "القاهرة الإخبارية"، أكد الشوا أن هذه المراكز لم تعد تلعب دورها الإنساني في تخفيف معاناة الفلسطينيين، بل أصبحت كمائن عسكرية تُستغل لاستدراج الفلسطينيين المنهكين بفعل الحصار والجوع، ومن ثم قصفهم وإزهاق أرواحهم.
وشدد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية على أن استهداف هذه المواقع يفاقم من معاناة السكان المدنيين الذين يعانون أصلاً من أوضاع صحية وإنسانية كارثية بسبب الحصار وعمليات القصف المتكررة، مما يجعل الأمر مأساة إنسانية تتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا.
حصيلة ثقيلة للشهداء والجرحى
وكشف أمجد الشوا عن أرقام صادمة لضحايا القصف الإسرائيلي على مراكز توزيع المساعدات، مشيرًا إلى أن يوم الاثنين فقط شهد ارتقاء 24 شهيدًا في جنوب محور نتساريم، و27 آخرين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فضلًا عن إصابة مئات الأشخاص بجروح، معظمها خطيرة.
وأشار إلى أن الحصيلة الإجمالية لاستهداف مراكز المساعدات تخطت 500 شهيد ونحو 3000 جريح، مؤكدًا أن هذه الهجمات تُنفذ بشكل متعمد ضد تجمعات مدنية لا تحمل طابعًا عسكريًا.
اتهامات بالتواطؤ الدولي
اتهم أمجد الشوا قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين، من خلال توزيع مساعدات غذائية بطرق مهينة وتحت شروط أمنية، بهدف تجميع السكان في أماكن محددة ثم قصفهم.
وأشار أمجد الشوا إلى تورط جهات أمريكية في هذه الانتهاكات، من بينها مؤسسة تُدعى "غزة الإنسانية" وشركة أمنية تُعرف باسم "SRS"، قال إنها تعمل بالتنسيق مع الاحتلال لتأمين عمليات توزيع المساعدات التي تنتهي غالبًا بكوارث إنسانية.
ودعا أمجد الشوا إلى محاسبة جميع الجهات المتورطة في هذه الجرائم، سواء كانت إسرائيلية أو دولية، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، ويجب أن يُواجَه بتحقيق دولي عاجل ومساءلة قضائية.
وقف الآلية القاتلة
طالب أمجد الشوا بوقف ما أسماه "الآلية القاتلة" لتوزيع المساعدات فورًا، مؤكدًا ضرورة عودة الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية الدولية والمحلية لتولي مسؤولية الإغاثة وفقًا لمبادئ العمل الإنساني التي تضمن كرامة المحتاجين وسلامتهم.
وأضاف أمجد الشوا أن استمرار الوضع الحالي يُشكل جريمة مزدوجة، تجمع بين القتل المباشر والإذلال الإنساني، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط الفوري لإيقاف هذه الممارسات وإعادة الاعتبار للعمل الإغاثي النزيه والآمن.
المستشفيات تودع الخدمة
وفي سياق متصل، وصف أمجد الشوا الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي بكل المقاييس"، موضحًا أن أكثر من 82% من المستشفيات خرجت عن الخدمة بالكامل نتيجة القصف المتكرر ونفاد الموارد.
وأشار أمجد الشوا إلى أن ما تبقى من المنشآت الطبية يعمل بطاقة متدنية جدًا، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بلغ حوالي 80% من إجمالي الاحتياجات، ما يجعل تقديم الرعاية الصحية أمرًا شبه مستحيل.

المستشفيات القليلة الباقية
وسلط أمجد الشوا الضوء على المستشفيات التي لا تزال تقدم خدمات طبية رغم التحديات، من بينها مجمع ناصر الطبي جنوب القطاع، مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، مستشفى العودة وسط غزة، مستشفى الأهلي العربي، رغم تعرضه المتكرر للقصف، ومجمع الشفاء الطبي الذي تضرر بشكل بالغ ويتم حاليًا ترميم أجزاء منه.
كارثة إنسانية في غزة
اختتم أمجد الشوا مداخلته برسالة استغاثة إلى المجتمع الدولي، دعا فيها إلى تحرك فوري لوقف المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات بطريقة إنسانية وآمنة، بعيدًا عن التسييس والاستغلال العسكري، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يُعاقب جماعيًا في ظل صمت دولي مقلق وغير مبرر.