خبير سياسي: إذا انتهى برنامج إيران كما يقول ترامب فعلى ماذا سيتفاوض؟

وصف الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورجتاون سابقًا ومدير معهد لندن للدراسات الاستراتيجية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول انتهاء البرنامج النووي الإيراني بـ"المتناقضة سياسيًا ومنطقيًا"، مؤكدًا أن دعوة ترامب للتفاوض مع طهران بعد إعلانه "نهاية" البرنامج، تكشف عن ضعف السردية الأمريكية ورغبة في تسجيل نقاط دعائية لا أكثر.
وفي تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، كتب فندي: "شيء من المنطق حول نهاية البرنامج النووي الإيراني: "تصريح ترامب بأن البرنامج النووي الإيراني “انتهى” ثم دعوته للتفاوض مع طهران يكشف تناقضاً منطقياً وسياسياً. فالتفاوض، في علم السياسة، لا يتم مع طرف لا يملك أوراق ضغط، بل مع من يمكنه التأثير أو التهديد".
فندي: إعلان نهاية البرنامج النووي الإيراني دعائي.. والتفاوض يكشف عكس ذلك

وأضاف د. مأمون فندي متسائلًا: "إذا كان برنامج إيران النووي قد انتهى فعلاً، فما الذي تفاوض عليه أمريكا؟ هذا يشير إلى أن إيران ما زالت تملك عناصر قوة، سواء في قدراتها النووية الكامنة أو نفوذها الإقليمي. لم تفاوض الدول الكبرى إلا من ترى فيه خطراً أو مصلحة، كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية. وبالتالي، فإن التصريحات التي تعلن نهاية البرنامج الإيراني تبدو أقرب إلى الدعاية او تسجيل نقاط سياسية، لا علاقة لها بالواقع . التفاوض هنا يصبح اعترافاً ضمنياً بأن إيران ما زالت رقماً فاعلاً، وأن “النهاية” مجرد رواية دعائية".
واختتم أستاذ العلوم السياسية تغريدته قائلًا: "هل يريد ترمب النظام الإيراني ان يتفاوض على تفكيك الدولة مثلا ؟ طبعا لا".
في سياق آخر، كان قد أشار مأمون فندي أستاذ العلوم السياسية إلى أن إسرائيل ما زالت ترى "التهديد الوجودي" يطاردها في كل اتجاه، موضحًا أن هذا المفهوم تحوّل إلى عدسة ثابتة ترى بها تل أبيب محيطها، بدءًا من حزب الله اللبناني، مرورًا بالنظام السوري، وصولًا إلى إيران اليوم.
وقال فندي فى تغريدة له من خلال حسابه الرسمي عبر منصة "إكس": "التهديد الوجود .. ترى إسرائيل تهديدًا وجوديًا لها في كل مكان: في البداية كان حزب الله تهديدا وجوديا، ثم نظام الأسد تهديدا وجوديا، ثم الآن إيران تهديدًا وجوديًا، فما هي التهديدات الوجودية الباقية حول إسرائيل؟".