هل يجوز تسمية المولود بأسماء الله الحسنى.؟. الإفتاء توضح الحكم
تُعد لحظة اختيار اسم المولود من أبرز اللحظات في حياة الأسر، حيث يبحث الآباء عن أسماء تحمل معاني طيبة ودلالات دينية جميلة.لكن يبقى السؤال المطروح: هل يجوز شرعًا إطلاق أسماء الله الحسنى على المواليد؟ وما الضوابط التي ينبغي مراعاتها في هذا السياق؟
الأصل في التسمية.. ومعايير الجواز
أوضحت دار الإفتاء المصرية في أكثر من فتوى سابقة أن الأصل في تسمية المولود هو الإباحة، ما لم يشتمل الاسم على مخالفة شرعية أو معنى مذموم. وبالنسبة لأسماء الله الحسنى، فالتسمية بها جائزة بشروط.
وذكرت الدار أن التسمية بأسماء الله الحسنى جائزة إذا لم تكن الأسماء مختصة بالله وحده، مثل: “الله”، “الرحمن”، و”الخالق”، فهذه الأسماء لا يجوز إطلاقها على المخلوقين مطلقًا، لأنها أسماء خاصة بذات الله العلية لا يجوز الاشتراك فيها.
أما الأسماء التي يمكن أن تُطلق على البشر إذا لم يُقصد بها المعنى الإلهي، مثل: “كريم”، “رؤوف”، “عزيز”، “رحيم”، فهذه جائزة بشرط ألا تقترن بأل التعريف، وألا يُعتقد أن صاحب الاسم يحمل الصفات الإلهية الكاملة.
التسمية بـ “عبد” مضافة إلى أسماء الله
وتشجع الفتاوى الإسلامية على استخدام صيغة “عبد + اسم من أسماء الله”، مثل: “عبدالله”، “عبدالرحمن”، “عبدالكريم”، لأنها تدل على العبودية الكاملة لله وتعكس معنى التوحيد والخضوع.
وقد ورد في الحديث النبوي الشريف:
“أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن” [رواه مسلم].
المحاذير الشرعية في التسمية
نبهت دار الإفتاء إلى ضرورة التمييز بين الأسماء الجائزة والأسماء التي يجب تجنبها، مشيرة إلى أن بعض الأسماء التي يتسمى بها الناس تُعد مخالفة شرعًا، منها:
• أسماء الله المختصة به مثل: “الرب”، “الخالق”، “المصور”، فلا يجوز تسميتها للناس.
• التسمية بأسماء تحمل تضخيمًا أو تعظيمًا زائدًا، مثل: “ملك الملوك”، “سلطان السلاطين”، وهي منهي عنها في السنة.
كما حذرت الدار من التقليد الأعمى أو التباهي باختيار الأسماء دون معرفة معانيها أو مرجعياتها، مشددة على أن اسم الإنسان يلازمه طوال عمره، وله أثر نفسي واجتماعي عليه.
آراء العلماء
اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على ذات الضوابط تقريبًا، وأوضح علماء الأزهر الشريف أن الأسماء التي يمكن أن تُطلق على البشر والتي وردت أيضًا ضمن أسماء الله الحسنى جائزة ما لم يكن فيها ادعاء صفات إلهية، ومن الأمثلة الشائعة: “عليّ”، “رشيد”، “حليم”، “غفور”، بشرط ألا تكون مسبوقة بـ “الـ” التعريف، وألا يُعتقد فيها التعظيم الزائد
