"سهير".. ضحية لـ3 شباب بمحطة مترو السيدة زينب

في مشهد لا يليق بمجتمع يفترض به حماية أفراده، خرجت السيدة "سهير" من صمتها لتروي تفاصيل جريمة صادمة عاشتها على مرأى من الجميع، دون أن يحرك أحد ساكنًا.
بدموع تنهمر وصوت مرتجف، سردت الحاجة "سهير"، وهي سيدة خمسينية مريضة بالسرطان، تفاصيل لحظات من الرعب والإهانة والانتهاك الجسدي، حينما تعرّضت لاعتداء من ثلاثة شباب، أمام محطة مترو السيدة زينب في قلب القاهرة.

تدخل أمومي تحول إلى مأساة
الإعلامية مارينا إبراهيم، عبر عدسة "نيوز رووم"، نقلت شهادة "سهير" من موقع الحادث، حيث بدأت القصة عندما حاولت السيدة التدخل لفض شجار بين مجموعة من الشباب، أحدهم أصغر من ابنها.
وتقول "سهير": "لقيت ولد صغير بيتخانق مع واحد تاني، قلتله عيب كده، اللي بتعمله مينفعش، ده سلوك مش مقبول .. لكن فجأة لقيت واحد منهم ضربني على دماغي بشبشب، وشتمني بألفاظ قذرة متقالش لست في مقام أمه".

الاعتداء الجسدي
وتواصل السيدة سرد تفاصيل مؤلمة قائلة: "حاولت أرفع الشبشب أدافع عن نفسي، لكن فوجئت بأخوه بينط عليا، وبيقلعني البنطلون.. قدام الناس.. قالولي هنعمل فيكي ونسوي.. ومحدش من اللي واقفين اتحرك!"
في لحظات معدودة تحولت السيدة من فاعلة خير تحاول وقف مشاجرة، إلى ضحية يُنتهك جسدها وكرامتها في العلن، دون تدخل أو إنقاذ من أي أحد.
الوضع الصحي الضاغط
ما يضاعف من بشاعة الجريمة أن الضحية تعاني من أمراض مزمنة، إذ قالت باكية: "أنا شايلة كُلى وصدر، مريضة سرطان، وبالرغم من كده حاولت أدافع عن نفسي.. بس اتغلبت عليهم، واللي حصل كسرني من جوه قبل ما يوجعني من بره."
هذا الاعتداء لم يكن مجرد انتهاك جسدي فقط، بل جريمة نفسية وإنسانية موجهة إلى امرأة لم ترتكب ذنبًا سوى أنها تصرّفت بأمومة وشهامة.

الصمت المجتمعي
القضية لم تثر فقط غضب الرأي العام بسبب بشاعتها، بل أيضًا بسبب غياب رد الفعل المجتمعي؛ إذ لم يتدخل أحد من المارة لإنقاذ السيدة أو حتى الاتصال بالشرطة، هذا السلوك أثار تساؤلات واسعة حول تفكك القيم المجتمعية، وسلبيّة الشارع المصري تجاه مظالم حقيقية تُرتكب أمام أعين الجميع.
المطالبة بالعدالة
تطالب السيدة "سهير" بصوت مخنوق بالألم بمحاسبة الجناة قائلة: "أنا عايزة حقي، عايزة اللي عملوا فيا كده يتعاقبوا، ويعرفوا إن الست ليها كرامة ومحدش يلمسها مهما كان"، وما حدث للسيدة "سهير" ليس مجرد حادثة عابرة، بل إنذار صارخ لضرورة وضع قوانين أكثر صرامة لحماية النساء، وتفعيل ثقافة "الشهامة" و"النخوة" في الشارع المصري، السكوت عن مثل هذه الجرائم هو تواطؤ غير مباشر، ومحاسبة الجناة هي بداية الطريق لإعادة الأمان إلى نساء مصر.