عاجل

التوتر ليس عدوك دائمًا.. اكتشف فوائده الخفية

التوتر الإيجابي
التوتر الإيجابي

عندما نسمع كلمة التوتر، غالبًا ما نربطها بمشاعر القلق والانزعاج، لكن الحقيقة العلمية تقول إن ليس كل توتر سيئًا، فهناك ما يُعرف بـ "التوتر الإيجابي" أو الجيد، وهو حالة من التحفيز النفسي والجسدي، تُفيد العقل والمناعة وتُعزز الأداء، بشرط أن تكون قصيرة الأمد وتحت السيطرة.

تقرير طبي نشره موقع "Health" يؤكد أن هذا النوع من التوتر يُمكن أن يكون محفزًا قويًا على النجاح والتطوّر، بل ووسيلة دفاع طبيعية للجسم في مواجهة التحديات المؤقتة.

ما هو التوتر الإيجابي؟

هو استجابة طبيعية وجيدة للضغوط المؤقتة، حيث يُحفز الجسم والعقل بشكل متوازن دون أن ينهكهما، وهو الشعور الذي ينتج عن مواقف صعبة لكنها مثيرة أو مفيدة، مثل:

  • بدء وظيفة جديدة
  • خوض تجربة رياضية
  • الزواج أو تأسيس أسرة
  • تقديم عرض مهم أو إتمام مشروع

يمنحك هذا التوتر طاقة داخلية للاستعداد والتفاعل، بدلاً من الشلل أو الانهيار.

فوائد التوتر الإيجابي

يعزز قوة الدماغ: الضغوط الخفيفة تُنشّط الدماغ وتُحفّز إفراز مواد كيميائية تعزز الترابط بين الخلايا العصبية، مما يحسّن التركيز والانتباه ويقوّي الذاكرة قصيرة الأمد، بل ويُساعد في تطوير الفهم والمرونة العقلية.

يقوي جهاز المناعة: عند التعرّض لتوتر قصير المدى، يتهيأ الجسم وكأنه يواجه تهديدًا محتملًا، فيزيد إنتاج الإنترلوكينات، وهي جزيئات تُنظّم عمل الجهاز المناعي وتزيد قدرته على مقاومة العدوى.

يُحفز النجاح والإنتاجية: هل شعرت يومًا بأن ضغط الوقت قبل تسليم عملٍ ما جعلك أكثر تركيزًا وإبداعًا؟ هذا هو التوتر الإيجابي في أبهى صوره: دافع داخلي للإنجاز والتفوق، وليس سببًا للفشل أو الانهيار.

يزيد من مرونتك النفسية: التعرض لمواقف متوترة من حين لآخر يُعلّمك كيفية إدارة الضغط والتفاعل معه بشكل صحي. بمرور الوقت، تصبح أكثر قدرة على مواجهة الأزمات، وتُطور صلابة داخلية تساعدك على تجاوز المحن دون أن تنهار.

 يُقوي الجسد والعقل على المدى الطويل: الأشخاص الذين يتعرّضون لمواقف تحفيزية مرهقة بشكل متكرر، يكتسبون خبرة عقلية وعاطفية، ويُصبحون أكثر سيطرة على استجاباتهم النفسية والجسدية، ما يجعلهم أكثر إصرارًا ومثابرة.

لكن.. متى يصبح التوتر ضارًا؟

رغم الفوائد، فإن التوتر المزمن أو الشديد أو المستمر دون انقطاع يمكن أن يكون ضارًا جدًا. فهو يُنهك الجسد والعقل، ويزيد خطر الإصابة بالاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، واضطرابات النوم.

كيف تُفرّق بين التوتر الجيد والسيئ؟

التوتر الجيد: مؤقت، يُحفزك، يُشعرك بالحماس، يدفعك للإنجاز. أما التوتر السيئ: مزمن، يُنهكك، يعيقك عن العمل، يسبب أرقًا أو ألمًا جسديًا.

تَحكم في توترك.. تُبدع في حياتك

إذا شعرت أن التوتر يُفقدك السيطرة أو يؤثر على نومك أو علاقاتك، لا تتردد في استشارة طبيب أو أخصائي نفسي. لكن في الوقت ذاته، لا تخشَ التوتر الإيجابي، فقد يكون هو المحفز الخفي الذي تحتاجه لتطوير ذاتك وتحقيق أهدافك.

تم نسخ الرابط