عاجل

في يومه العالمي.. علماء الأزهر: بر الأب عبادة عظيمة وتركه من الكبائر

اليوم العالمي للاب
اليوم العالمي للاب

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بـ "اليوم العالمي  للأب"، يعود الخطاب الإسلامي ليلفت الأنظار إلى المكانة السامية التي منحها الإسلام للأب، ليس فقط كراعٍ للأسرة أو معيلٍ مالي، بل كمربٍ وموجّه وأحد أهم أسباب بركة الحياة ورضا الله عز وجل.

فمنذ نزول القرآن، كان برّ الوالدين عمادًا من أعمدة الأخلاق الإسلامية، وجاء ذكر الأب صريحًا في أكثر من موضع، مؤكِّدًا على أدواره العظيمة، وعلى ما يستحقه من طاعة وتقدير لا تقل عن الأم، وإن كانت الأم قد نالت ثلاثة أضعاف البر، إلا أن الآباء هم عُمق التكوين وسند الطريق في حياة الأبناء.

في القرآن الكريم، يقول الله تعالى:

﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴾ [الأحقاف: 15]
ولم يقل “أمهما” فقط، بل ذكر الوالدين معًا، وهذا يشمل الأب ويضعه في موضع عظيم من التبجيل والتوقير.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين جاءه رجل يسأل: “من أحق الناس بحسن صحابتي؟” قال: “أمك”، ثم قال: “ثم أمك”، ثم “ثم أمك”، ثم قال: “ثم أبوك” [رواه البخاري ومسلم]، فدل ذلك على أن للأب مقامًا رابعًا لا يقل عظمة عن الثلاثة قبله، وأن له حقًا لا يجوز التفريط فيه.

 دور الأب في الإسلام.. أكثر من مجرد نَفَقَة

يرى علماء الأزهر أن الأب في الإسلام ليس مجرد مصدر دخل أو مسؤول عن الإنفاق فحسب، بل هو راعٍ ومسؤول عن تربية الأبناء وتوجيههم أخلاقيًا وسلوكيًا، لقوله ﷺ:

“كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.

وبحسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية، فإن طاعة الأب وبرّه واجبة ما لم يأمر بمعصية، ولا يجوز رفع الصوت عليه أو التهاون في حقه، حتى وإن تقدّم به العمر وضعف عطاؤه.

 العقوق.. كبيرة تُغلق أبواب السماء

نبّهت دار الإفتاء المصرية عبر منصاتها الرسمية إلى أن عقوق الأب من كبائر الذنوب، وقد قرنه النبي ﷺ بالشرك بالله في الحديث الشريف:

“ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين…” [رواه البخاري].

فالعقوق لا يكون فقط بالضرب أو السب، بل يشمل التهاون، الإهمال، والتقصير في البر والرعاية، خاصة في الكِبَر.

 بر الأب.. طريق إلى الجنة

يقول النبي ﷺ:“رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد” [رواه الترمذي]،
وقد فسر العلماء ذلك بأن طريق رضا الله يمرّ من خلال رضا الأب، وخصوصًا حين يكون مظلومًا أو مهمَلًا من أبنائه

تم نسخ الرابط