عاجل

فتاوى نيوز رووم في رمضان

أغمي عليَّ وأنا صائم في رمضان فما أثر ذلك على الصيام؟.. أزهري يجيب

الشيخ محمد نصر
الشيخ محمد نصر

ورد إلينا سؤال عن حكم صيام المغمى عليه، حيث يقول السائل: أُغْمِيَ عليَّ وأنا صائمٌ في رمضانَ، فما أثَرُ ذلكَ على الصِّيامِ؟، وفي التقرير التالي ضمن فتاوى «نيوز رووم» عن أحكام صيام رمضان نوضح الجواب. 

حكم صيام المغمى عليه

وقال الشيخ محمد نصر من وعاظ الأزهر الشريف: «مَن نوى الصيام منَ اللَّيلِ ثمَّ طرأَ عليهِ الإغماءُ، فإمَّا أنْ يَستوعِبَ إغماؤُه جميعَ اليومِ، وإمَّا أنْ يكونَ إغماؤُه في جُزْءٍ منَ اليومِ.

فالحالةُ الأولى: أنْ يكونَ الإغماءُ مُستوعِبًا جميعَ اليومِ، بأنْ يُغْمى عليهِ قبلَ الفَجْرِ، ولَمْ يَفِيقْ إلَّا بعدَ غروبِ الشَّمسِ.

فيَرَى جُمهورُ الفُقَهاءِ منَ المالِكيَّةِ والشَّافعيَّةِ والحَنابِلَةِ عَدَمَ صِحَّةِ صَوْمِهِ، لأنَّ الصَّوْمَ هو الإمساكُ عنِ المُفطِّراتِ بنيَّةٍ، والمُغْمَى عليهِ لا يُضافُ الإمساكُ إليهِ، لقولهِ تعالى عن الصَّائمِ في الحديثِ القُدسيِّ المُتَّفقِ على صِحَّتِهِ: "يَتركُ طَعَامَهُ وشَرابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أَجْلِي"، فأضافَ التَّرْكَ إلى الصَّائِمِ، والمُغمَى عليهِ لا يُضافُ إليهِ التَّركُ؛ لأنَّهُ بدون قَصْدٍ منهُ.

وذهب الحَنَفِيَّةُ إلى صِحَّةِ صَوْمِهِ، لأنَّ نِيَّتَهُ وُجِدَتْ في اللَّيْلِ، وزوالُ إدراكِهِ بعدَ ذلكَ لا يَمنَعُ صِحَّةَ الصَّوْمِ، قِياسًا على النَّوْمِ.

وأمّا الحالةُ الثَّانيةُ: أنْ يكونَ إغماؤُهُ في بَعْضِ النَّهارِ، بحيثُ يَفِيقُ ولوْ جُزْءًا يَسيرًا منهُ، سواءً في أوَّلِ النَّهارِ أو آخرِهِ، فصِيامُهُ في هذهِ الحالةِ صَحيحٌ، ولا قَضاءَ عليهِ عندَ جُمهورِ الفُقَهاءِ منَ الحَنَفِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ والحَنَابِلَةِ.

خِلافا للسادةِ المالِكيَّةِ، فقدِ اشترطوا أنْ تكونَ فَتْرَةُ الإغماءِ أقَلَّ مِن نِصْفِ اليومِ، وأنْ يكونَ مُفِيقًا عندَ الفَجْرِ لِتَصِحَّ نِيَّتُهُ، وكذلكَ اشترطَ الشَّافعيَّةُ في قَوْلٍ لهمْ أنْ تكونَ الإفاقةُ أوَّلَ النَّهارِ.

والمُختارُ للفَتْوى: إنْ كانَ إغماؤُهُ مُستوعِبًا جميعَ اليومِ، فلا يَصِحُّ صَوْمُهُ، وعليهِ أنْ يَقْضيَ يومًا مكانَهُ، إلَّا إذا تَكَرَّرَ ذلكَ كثيرًا خلالَ الشَّهْرِ الكريمِ، ففي هذهِ الحالةِ يجوزُ لهُ أنْ يقلد مَذْهَبَ الحَنَفِيَّةِ بصِحَّةِ صَوْمِهِ، ما دامَ قدْ بَيَّتَ نِيَّتَهُ منَ اللَّيْلِ، وإنْ كانَ يُستحبُّ لهُ القَضاءُ احتياطًا، لأنَّ الاحتياطَ في العِباداتِ مُستحبٌّ.

وأمَّا إنْ كانَ إغماؤُهُ في جُزْءٍ مِنَ اليومِ، فصِيامُهُ صَحيحٌ، ولا قَضاءَ عليهِ، سواءً كانتْ إفاقَتُهُ أوَّلَ النَّهارِ أو آخرَهُ أو وَسَطَهُ، وسواءٌ طالتْ الإفاقةُ أمْ قَصُرَت، لأنَّهُ يكونُ قدْ وُجِدَ منهُ الإمساكُ عنِ المُفطِراتِ في الجُمْلةِ.

تم نسخ الرابط