عاجل

هل تفسد الصيام؟.. الافتاء توضح حكم الغيبة والنميمة في نهار رمضان

الغيبة والنميمة
الغيبة والنميمة

أجابت دار الإفتاء عما ورد إليها على تساؤل بشأن الغيبة والنميمة في نهار رمضان: “هل الغيبة والنميمة في نهار رمضان تفسد الصيام؟”.

حكم الغيبة والنميمة في رمضان

وأوضحت دار الافتاء في إجابتها، أن الغيبة والنميمة في نهار رمضان لا تُفسدان الصيام من الناحية الفقهية، أي أن الصيام يبقى صحيحًا ولا يُلزم القضاء، لكنهما تُنقصان الأجر والثواب، وقد تحرمان الصائم من فضل الصيام الكامل. فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس عن المعاصي والذنوب.

حكم الغيبة والنميمة في رمضان
حكم الغيبة والنميمة في رمضان

الأدلة من القرآن والسنة

• قال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183).
الصيام مرتبط بتحقيق التقوى، والغيبة والنميمة من الكبائر التي تهدم هذه الغاية.

• وقال النبي ﷺ:
“مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ به، فليسَ للَّهِ حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَه وشرابَه” (رواه البخاري).

 هذا الحديث يُبيّن أن المعاصي، مثل الغيبة والنميمة، تُذهب روح الصيام وثمرته.

• وقال ﷺ أيضًا:
“الصِّيامُ جُنَّةٌ، فإذا كانَ يَومُ صَومِ أحَدِكُمْ فلا يَرفُثْ ولا يَصخَبْ، فإنْ سابَّهُ أحَدٌ أو قاتَلَهُ، فليَقُلْ: إنِّي صائمٌ” (متفق عليه).
الصيام يُعلم الإنسان الصبر وكف الأذى عن الآخرين باللسان والجوارح.

آراء الفقهاء


• الشافعية والمالكية والحنابلة:
الصيام صحيح لكنه ناقص الأجر، والمعاصي كالغِيبة تُذهب ثواب الصوم، استنادًا إلى النصوص التي تحث على تهذيب الأخلاق أثناء الصيام.

الغيبة والنميمة في رمضان
الغيبة والنميمة في رمضان


• الحنفية:
المعاصي مثل الغيبة لا تُبطل الصيام، لكنها مكروهة كراهة تحريمية، وتُضعف الأجر والثواب.
• ابن حزم:
ذهب إلى أن ارتكاب الكبائر أثناء الصيام قد يُبطل الأجر كليًا، لكن لا يوجب القضاء.
وبناءا على ذلك:
• من الناحية الفقهية: الصيام يبقى صحيحًا ولا يُلزم القضاء.
• من الناحية الروحية: الغيبة والنميمة تُفسدان روح الصيام، وقد تُذهب الأجر بالكامل.
لذلك، الصيام فرصة عظيمة لتطهير القلب واللسان، وترك الغيبة والنميمة هو من تمام الصيام الذي يُرضي الله سبحانه وتعالى.

ما الفرق الغيبة والنميمة

1. الغيبة:
• تعريفها: ذكرُ الإنسان بما يكره في غيابه، سواء كان ذلك في خُلُقه، خَلقه، دينه، أو دنياه، حتى لو كان ما يُقال عنه صحيحًا.
• الدليل: قال النبي ﷺ:
“أتدرون ما الغِيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتَبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه” (رواه مسلم).
• مثال: لو قلت عن شخص غائب: “فلان عصبي” أو “شكله غير جيد”، حتى لو كان ذلك صحيحًا، فهذا يُعد غيبة.
• حكمها: حرام ومن الكبائر، ويُطلب من المسلم التوبة منها وردّ المظالم بالدعاء والاستغفار لمن اغتابه

2. النميمة:
• تعريفها: نقل الكلام بين الناس بغرض الإفساد أو الإيقاع بينهم، حتى لو كان الكلام صحيحًا.
• الدليل: قال الله تعالى:
“وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ۝ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ” (القلم: 10-11).

وقال النبي ﷺ:
“لا يَدخُلُ الجنةَ نَمَّامٌ” (متفق عليه).
• مثال: شخص يقول لشخص آخر: “فلان قال عنك كذا”، بنيّة إشعال الفتنة أو زرع الكراهية بين الناس.
• حكمها: حرام بشدة ومن الكبائر، لما فيها من نشر العداوة والبغضاء بين الناس.
كفارة الغيبة والنميمة تكون بالتوبة النصوح، وهي تتضمن عدة أمور:
1. الإقلاع عن الذنب: التوقف عن الغيبة أو النميمة فورًا.
2. الندم على ما فات: الشعور بالندم الحقيقي على الكلام السيئ الذي قيل في حق الآخرين.
3. العزم على عدم العودة: اتخاذ قرار صادق بعدم العودة إلى الغيبة أو النميمة مرة أخرى.
4. الاستغفار والدعاء لمن اغتبته: الإكثار من الدعاء للشخص الذي وقعت في حقه الغيبة، وطلب المغفرة له.
5. إصلاح الضرر إن أمكن: إذا لم يترتب على إخبار الشخص مفسدة أو زيادة في الأذى، يُستحب الاعتذار وطلب السماح منه. أما إذا خُشِيَ من زيادة الخلاف، يكفي الدعاء له وذكره بخير في غيابه لتعويض الإساءة.

وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: “كفارةُ مَنِ اغْتَبْتَهُ أنْ تَسْتَغْفِرَ لهُ”

تم نسخ الرابط