أول من دفن بالبقيع .. مناقب الحيي الستير عثمان بن مظعون

يطيب في تاسع أيام شهر رمضان 2025 ميلاديا /1446 هجريا، الحديث عن الحيي الستير عثمان بن مظعون رضي الله عنه، حيث يستعرض موقع «نيوز رووم» بعضًا من مناقبه.
عثمان بن مظعون
هو ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب الجمحي، أبو السائب، من سادة المهاجرين، ومن أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم في حياة نبيهم فصلى عليهم، وكان أبو السائب - رضي الله عنه - أول من دفن بالبقيع .
أمه سخيلة بِنْت العنبس بْن أهبان بْن حُذَافَة بْن جمح، وهي أم السائب وعبد الله. وقال ابْن إِسْحَاق: أسلم عُثْمَان بْن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلًا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا. وقال ابْن إِسْحَاق، وسالم أَبُو النَّضْر: كَانَ عُثْمَان بْن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعد ما رجع من بدر، وَقَالَ غيرهما: كَانَ أول من تبعه إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الحيي الستير
رُوى أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنّي لا أحبّ أن ترى امرأتي عورتي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولِمَ؟"، قال: أستحيي من ذلك وأكرهه، قال صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله جعلها لك لباسًا، وجعلك لها لباسًا، وأهلي يرون عورتي. وأنا أرى ذلك منهم"، قال: أنت تفعل ذلك يا رسول الله؟ قال: "نعم". قال: فمن بعدك. فلمّا أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ ابن مظعون لَحَييٌّ سِتّيرٌ".
باب غلق الفتنة
روي في معجم الصحابة أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه، أَدْرَكَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ عَلَى ثَنِيَّةِ الْإِثَابَةِ مِنَ الْعَرْجِ, فَضَغَطَتْ رَاحِلَتُهُ رَاحِلَةَ عُثْمَانَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَوْجَعَتْنِي يَا غَلَقَ الْفِتْنَةِ فَقَالَ لَهُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ , مَا هَذَا الِاسْمُ؟ قَالَ: اسْمٌ ذَكَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مَرَرْتَ بِنَا يَوْمًا وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: «هَذَا غَلَقُ الْفِتْنَةِ» , وَأَشَارَ بِيَدِهِ , «لَا يَزَالُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْفِتْنَةِ بَابٌ شَدِيدُ الْغَلْقِ مَا عَاشَ هَذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ».
وفاته رضوان الله عليه
توفي عثمان بن مظعون أبو السائب رضي الله عنه في شعبان سنة ثلاث، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم يودّع صاحبه الحبيب: "رحمك الله يا أبا السائب خرجت من الدنيا وما أصبت منها، ولا أصابت منك".