في ساعة الاستجابة.. لا تفوت أدعية الجمعة تُفتح بها أبواب السماء

في يوم الجمعة، يتجدّد الأمل، وتتسع أبواب الرجاء، في هذا اليوم الذي جعله الله تعالى عيدًا أسبوعيًا للأمة الإسلامية، واختصّه بنفحاتٍ ربانية، وساعاتٍ مباركة، تُرجى فيها الإجابة، ويُستحب فيها الإكثار من الدعاء، والتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بكل ما يُرضيه من الأقوال والأعمال.
ويُعدّ الدعاء من أعظم العبادات في هذا اليوم، وقد حثّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة، وأكد أن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، كما ورد في الصحيحين:
“فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه”
وقد رجّح كثير من العلماء أن هذه الساعة تكون ما بين العصر والمغرب، وبعضهم قال إنها في آخر ساعة من يوم الجمعة قبل المغرب، وهي أوقات يستحب اغتنامها في الدعاء والتضرع.
أدعية يوم الجمعة المستحبة:
في هذا السياق، تنشر دار الإفتاء المصرية وبعض المؤسسات الدينية مجموعة من الأدعية الجامعة التي يُستحب أن يلهج بها لسان المسلم في هذا اليوم المبارك، ومن أبرزها:
- “اللهم في يوم الجمعة اجعل لنا نصيبًا من الرحمة، وافرًا من المغفرة، وبركة في الأرزاق، وصلاحًا في الذرية، وشفاءً لكل مريض، ورحمةً لكل ميت، وتوبةً نصوحًا قبل الموت يا أرحم الراحمين.”
- “اللهم اجعل يوم الجمعة فرجًا لكل مهموم، وشفاءً لكل مريض، واستجابةً لكل دعاء، وغفرانًا لكل ذنب، وهدايةً لكل عبد، ورزقًا لكل محتاج.”
- “اللهم إنا نسألك في يوم الجمعة أن تُحقق لنا ما نتمنى، وتكتب لنا الخير حيث كان، وتصرف عنّا كل سوء، وبلاء، ومكروه.”
- “اللهم ارزقنا في هذا اليوم فضلًا من عندك، وسعة في الرزق، وطمأنينة في القلب، واستقامة في العمل، وإخلاصًا في الطاعة، واجعل لنا من كل همٍ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.”
- “اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد، عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، في كل وقتٍ وحين، وعلى آله وصحبه أجمعين.”
آداب الدعاء يوم الجمعة:
وقد أوضحت دار الإفتاء أن الدعاء يوم الجمعة ينبغي أن يكون بقلب حاضر، وتضرع خالص، وتوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، وأن من الأدب أن يبدأ الداعي بالصلاة على النبي ﷺ ويختم بها، وأن يرفع يديه إن كان خارج الصلاة، وأن يُلحّ في الطلب دون استعجال.
وأكدت الإفتاء أن الدعاء لا يُشترط أن يكون بلغة معينة أو بصيغة محددة، بل يجوز للعبد أن يسأل ربه بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، وأن يدعو لنفسه ولوالديه ولأهله وأحبّته، ولعموم المسلمين، خاصة من في كرب أو مرض أو همّ، فهذا من أبواب الرحمة العامة التي يحبها الله.
الدعاء في خطبة الجمعة:
وعن الدعاء أثناء الخطبة، نبّهت دار الإفتاء إلى أنه لا يُستحب الدعاء جهرًا أثناء الخطبة، بل على المصلّي أن يؤمّن في سره على دعاء الخطيب، وينصت له، ولا يشغله شيء عن الاستماع. أما بين الخطبتين – في الجلوس القصير – فيجوز أن يدعو المرء في نفسه دون تشويش على من حوله.
ساعة الإجابة.. كن مستعدًا:
وفي ختام البيان، دعت الإفتاء المسلمين إلى عدم تفويت هذه الساعات المباركة من يوم الجمعة، والإكثار من الذكر والدعاء فيها، فربّ دعوة صادقة تفتح أبواب الخير في الدنيا والآخرة، وتكون سببًا في تغيير حال، وتفريج كرب، وتحقيق أمنية