لماذا نصلي على النبي يوم الجمعة؟.. عبادة مخصوصة بيوم مبارك وفضل لا يُقارن

وسط انشغالات الحياة، يظل يوم الجمعة محطة روحية متجددة، خصَّه الله تعالى بفضائل لا تُعد، وجعل فيه من العبادات ما يطهّر النفس ويُرقّي القلب، ومن بين أعظم هذه العبادات التي يتغافل عنها البعض: الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي لها منزلة خاصة في هذا اليوم دون سواه.
سبب الإكثار من الصلاة على النبي يوم الجمعة:
وحول سبب تخصيص يوم الجمعة بالإكثار من الصلاة على النبي، أكدت دار الإفتاء المصرية أن ذلك ثابت في السنة النبوية، حيث قال النبي ﷺ:“إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ”(رواه أبو داود والنسائي ).
وأوضح الحديث أن الصلاة على النبي ﷺ في هذا اليوم المبارك لا تذهب سُدى، بل تُعرض عليه، ما يدل على عظيم مكانتها، ويُظهر صلتنا القلبية به حتى بعد وفاته.
وأشارت الإفتاء إلى أن فضل الصلاة على النبي ﷺ لا يقتصر على يوم الجمعة، بل هو عبادة مشروعة في كل وقت، إلا أن يوم الجمعة قد خُصَّ بمزيد من الأجر والفضل لما فيه من اجتماع المسلمين، وكونه أفضل الأيام عند الله، وفيه ساعة لا يُرد فيها الدعاء، وهو اليوم الذي فُضّلت به أمة الإسلام على سائر الأمم.
وتوضح المصادر الفقهية أن الصلاة على النبي ﷺ في يوم الجمعة تُعدّ من أعظم القربات وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وهي من أسباب نيل الشفاعة يوم القيامة، ورفع الدرجات، ومغفرة الذنوب، وتفريج الكروب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“من صلّى عليّ واحدة، صلّى الله عليه بها عشرًا” (رواه مسلم).
وقد جاء في بعض الروايات أن الصحابة سألوا النبي ﷺ عن كيفية الإكثار من الصلاة عليه، فأخبرهم أن من جعل كل دعائه صلاة عليه، كُفي همَّه وغُفر له ذنبه، مما يدل على أن هذه العبادة تتجاوز حدود الذكر إلى تحقيق أثر مباشر في حياة المؤمن.
وحثّت دار الإفتاء المصرية في بياناتها على جعل الصلاة على النبي وردًا ثابتًا في يوم الجمعة، سواء كان ذلك بشكل فردي أو جماعي، في أي وقت من اليوم، سواء قبل الصلاة أو بعدها، مؤكدة أن الأمر فيه سعة، وأن الله سبحانه وتعالى يُكرم عباده على قدر إخلاصهم.
كما بيّنت أن أفضل الصيغ للصلاة على النبي هي “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، لكن لا مانع من أي صيغة أخرى معروفة، مثل “صلى الله عليه وسلم” أو “اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد”، وكلها تُجزئ وتحمل الأجر.
وفي الختام، فإن الصلاة على النبي في يوم الجمعة ليست مجرد ذكر يُقال، بل عبادة جامعة تجمع بين المحبة، والاتباع، والاعتراف بفضل الرسول ﷺ على الأمة، وتغذية للروح بالصلة الدائمة بسيد الخلق، الذي لا يُقبل الإيمان إلا بمحبة صادقة له