هل تُحتسب قراءة سورة الكهف دون تحريك الشفاه؟ علماء الأزهر والإفتاء يوضحون

يتجدد سؤال كثير من المسلمين، خاصة في يوم الجمعة، حول صحة قراءة سورة الكهف دون تحريك الشفاه أو اللسان، أي بالاكتفاء بالنظر إلى الآيات أو مرور الكلمات على القلب. فهل تُعد هذه الطريقة “قراءة شرعية” يُثاب عليها الإنسان كما يُثاب على التلاوة المنطوقة
وبحسب ما أفاد به علماء من الأزهر الشريف ، فإن القراءة التي تُعد تلاوة شرعية يُثاب عليها المسلم هي التي ينطق بها، ولو بصوت خافت، بحيث يُحرّك فيها اللسان والشفتان. أما مجرد مرور الكلام على القلب أو النظر في المصحف من غير نطق، فلا يُعد تلاوة شرعية، بل هو تدبّر أو تفكر، وهو أمر محمود، لكنه لا يُجزئ عن القراءة اللفظية من حيث الأجر أو في العبادات التي يُشترط فيها التلفظ كالصلاة.
ووفق ما نقلته دار الإفتاء المصرية عبر منصاتها الرسمية، فإن العلماء استدلوا على ذلك بقول النبي ﷺ في الحديث الذي رواه الترمذي: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها…”، ولفظ “قرأ” هنا بحسب الفقهاء يفيد النطق، لا مجرد النظر أو مرور الآيات في الذهن دون تحريك اللسان
ما يدخل تحت مفهوم التلاوة
ومع ذلك، يُفهم من مجموع النصوص الشرعية أن النظر في المصحف، أو تدبر المعاني، أو التأمل الصامت في الآيات، كلها أعمال لها أجر وثواب، لكنها لا تدخل تحت مفهوم التلاوة التي يُقصد بها قراءة الألفاظ وإخراج الحروف. فلكل نوع من العبادة فضله، غير أن بينها فروقًا دقيقة ينبغي مراعاتها.
وفيما يخص قراءة سورة الكهف تحديدًا، فقد ورد في فضلها أحاديث تحث على قراءتها يوم الجمعة، وتُشير إلى نورٍ يمتد للقارئ ما بين الجمعتين. لكن هذا الفضل متعلق بـ”القراءة” لا بـ”النظر فقط”، ومن هنا جاء التأكيد على ضرورة تحريك اللسان تحقيقًا لمعنى التلاوة.
وعليه، فإن من أراد أن يُثاب على قراءة سورة الكهف أو غيرها، فعليه أن يُحرّك شفتيه ولسانه – حتى وإن لم يرفع صوته – ليكون بذلك قد أتى بالفعل الذي يدخل ضمن مفهوم القراءة الشرعية. أما القراءة الذهنية ففضلها قائم من حيث التدبر والتأمل، لكنها لا تُغني عن التلاوة اللفظية في تحصيل الأجر الكامل