محلل سياسي يحذر من إعادة إنتاج سيناريو العراق ضد إيران

حذّر المحلل السياسي العراقي لقاء مكي، من أن أمريكا تريد استخدام نفس "وصفة التدمير" التي طبقتها سابقًا ضد العراق، ولكن هذه المرة ضد إيران، عبر خطوات تبدأ بالشيطنة الإعلامية، مرورًا باختراع قضية استهداف تحت مسمى "دعم الإرهاب" أو "امتلاك أسلحة دمار شامل"، وصولًا إلى التدمير التدريجي للنظام وترك مصيره للتداخلات الداخلية والخارجية.
وقال السياسي العراقي لقاء مكي، في تدوينة على صفحته بمنصة "إكس": “وصفة التدمير المستخدمة مع إيران، هي ذاتها التي استخدمت من قبل مع العراق: شيطنة، ثم اختراع قضية للاستهداف (أسلحة دمار شامل ودعم الإرهاب) ، ثم حرب، وهذه أخذت مع العراق شكل الغزو المباشر، وتأخذ مع إيران شكل التدمير واضعاف النظام وترك أمر تغييره للدينامكيات الداخلية الخاضعة للتدخل بطبيعة الحال”.
لقاء مكي: إيران تواجه مصير العراق
وأضاف "مكي": “كانت إدارة بوش الابن عام 2002 وضعت إيران ضمن (محور الشر) إلى جانب العراق وكوريا الشمالية، ثم بدأت بالعراق، وهي اليوم تستهدف إيران بذراع إسرائيل ثم تتدخل لاحقا.. الانتظار أكثر من عقدين بعد العراق لم يكن دون سبب، فإيران أثبتت أهميتها لأميركا حينما ساعدتها في السيطرة على العراق، وسُمح لها بالتوسع غرب حدودها وتشكيل (هلال شيعي) لتشكيل حاجز ديموغرافي وأمني يمنع امتداد ما كان يسمى (الإرهاب السني) نحو أوروبا وأميركا”.
وأكمل: “وسواء كانت إيران تعلم دورها هذا أم لا، فهي كانت تؤديه بإصرار، وقد اعتقدت أن الموجة الطائفية العاتية التي بعثتها من مخازن التاريخ ستوفر لها سيادة إقليمية تقدمها كدولة قائدة في المنطقة. واقعيا كانت إيران تخدم إسرائيل من حيث لاتدري، فهي خلقت بيئة صراع طائفي في المنطقة لتصبح بديلا عن الصراع التقليدي مع إسرائيل، ثم احتكرت هذا الأخير، ليمنحها شرعية الهيمنة خارج حدودها، وخلقت لذلك مجموعات خارج الدول ترفع رايات الطائفية باسم (المقاومة) لتحكم من خلالها، حتى لو تسبب ذلك بخلق دول فاشلة في العراق وسوريا ولبنان واليمن”.
واختتم السياسي العراقي تغريدته قائلًا: “اليوم تنتهي الحاجة من إيران، فأذرعها الممتدة عبر الإقليم باتت عبئا على (الشرق الأوسط الجديد) ، وكان لابد من ازالتهم من قبل الولايات المتحدة التي سمحت بصناعتهم، ومعهم راعيهم الإيراني. الآن مصير إيران لن يختلف عن مصير العراق، لكن النهايات قد تكون أكثر تعقيدا لأسباب عديدة”.