هل يجوز الإجهاض في الشهر الأول من الحمل؟ الإفتاء وعلماء الأزهر يوضحون

تُثار من حين لآخر تساؤلات مجتمعية حول قضية الإجهاض، خصوصًا في مراحله الأولى، وفي مقدمتها: هل يجوز شرعًا الإجهاض في الشهر الأول من الحمل؟، لا سيّما في حالات الحمل غير المخطط له أو الناتج عن ظروف اجتماعية أو صحية حرجة. وحرصًا على بيان الحكم الشرعي الموثوق، تستند المؤسسات الدينية إلى المصادر الأساسية من القرآن الكريم والسنة النبوية، مع اجتهادات معتبرة من الفقهاء والمجامع الفقهية المعاصرة.
حكم الإجهاض قبل نفخ الروح (أقل من 120 يومًا)
اتفق جمهور العلماء على أن الإجهاض بعد نفخ الروح – أي بعد مرور 120 يومًا من الحمل – حرام قطعًا، ولا يجوز إلا إذا كان استمرار الحمل يمثل خطرًا مؤكدًا على حياة الأم. أما ما قبل نفخ الروح، أي خلال الأشهر الثلاثة الأولى – بما في ذلك الشهر الأول – فالحكم فيه أكثر تفصيلًا، ويخضع لعدة اعتبارات.
وقد جاء في فتوى دار الإفتاء المصرية أن الأصل في الإجهاض قبل 120 يومًا أنه لا يجوز إلا لعذر معتبر، ولا يُسمح به لمجرد الخوف من الفقر، أو الرغبة في تأجيل الإنجاب، أو لأسباب اجتماعية بحتة.
متى يجوز الإجهاض في الشهر الأول؟
بحسب الفقه الإسلامي المعتمد، فإن الإجهاض في الشهر الأول قد يُباح في بعض الحالات الاستثنائية، منها:
- وجود خطر طبي على الأم، مثل إصابتها بمرضٍ خطير قد يهدد حياتها إن استمر الحمل.
- تشوّه الجنين بشكل جسيم، وقد أفتى بذلك عدد من المجامع الفقهية بشرط أن يكون التشخيص الطبي دقيقًا وصادرًا من لجنة مختصة.
متى يُمنع الإجهاض منعًا تامًا؟
تؤكد هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإجهاض لا يجوز لمجرد عدم الرغبة في الطفل، أو الخوف من الأعباء المادية، أو لتأجيل الإنجاب بحجة تنظيم الأسرة دون داعٍ طبي واضح. ففي هذه الحالة، يكون الإجهاض إزهاقًا للنسل دون مسوّغ شرعي، ويتنافى مع حفظ النفس والنسل، وهما من مقاصد الشريعة الإسلامية.
ماذا قال العلماء عن الجنين قبل نفخ الروح؟
يوضح علماء الشريعة أن الجنين قبل نفخ الروح يُعد نطفة، لكنه في حكم الأمانة في رحم أمه، ولا يجوز الاعتداء عليه بلا سبب معتبر. وقد قال الإمام الغزالي: “الجنين إذا كان مضغة أو علقة، فإجهاضه جناية”.
كما أن بعض المدارس الفقهية، كالحنفية، وسّعت دائرة الجواز قليلًا في مرحلة ما قبل التخلق (أي في أول الأربعين يومًا)، لكن مع اشتراط وجود مبرر، ورفضوا الإجهاض على إطلاقه