عاجل

الدكتور علي جمعة: تجديد الخطاب الديني يقوم على خمسة أركان أساسية

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن عملية تجديد الخطاب الديني ليست مجرد دعوة فضفاضة، بل تقوم على خمسة أركان رئيسية لا بد من فهمها وتطبيقها بدقة، وهي: المنهجية، والمعرفية، والنموذج المعرفي، والموقف من التراث، وإدراك الواقع.

وأوضح جمعة أن المنهجية تمثل “سر العلوم” الذي يسري فيها كما يسري الماء في الورد، مشيرًا إلى وجود فرق جوهري بين “المنهج” و”المنهجية”. فبينما يُقصد بالمنهج دراسة العبادات والمعاملات كالصلاة والصوم والحج، فإن المنهجية تتعلق بمصادر التفكير وبنية الفهم، وهي الإطار الذي يُنتج من خلاله الخطاب الديني السليم.

وأضاف أن المعرفية تتعلق بطبيعة العلم، وأقسامه، وأدواته، وهو ما يُمكّن الإنسان من التمييز بين الحق والباطل، مشيرًا إلى أن غرس هذه القيم يمكن أن يبدأ منذ سن عامين، ما يعكس أهمية التربية المعرفية المبكرة.

وتابع أن الركن الثالث هو النموذج المعرفي، والذي يتمثل في مخاطبة الناس على قدر عقولهم، وتكوين رؤية كونية شاملة للإنسان والحياة، وما قبلها وما بعدها، مشددًا على أن هذا المفهوم ينطلق من علم العقيدة، الذي يُشكّل الأساس في فهم الغاية من الوجود.

أما عن التراث، فقد أوضح جمعة أنه ينقسم إلى “مناهج” و”مسائل”. فالمسائل غالبًا ما ارتبطت بظروفها الزمنية، أما المناهج فهي نُظم تفكير يجب الحفاظ عليها أولًا، ثم تطويرها بما يتماشى مع المتغيرات، دون المساس بجوهرها.

وأشار إلى أن الركن الخامس في عملية التجديد هو إدراك الواقع، مؤكدًا أنه جزء لا يتجزأ من عملية الاجتهاد، وأن أي خطاب ديني لا يضع الواقع في اعتباره يُنتج فهمًا منقوصًا وغير مؤثر في الناس.

وختم جمعة بالتأكيد على أن التجديد لا يعني القطيعة مع التراث أو تغيير الثوابت، بل يعني تفعيل أدوات الفهم، والتفاعل مع العصر، ومخاطبة العقل الإنساني بمنطق العلم والوعي والمسؤولية

الرزق لا يتغير.. علي جمعة جمعة يكشف الحكمة من عدم تغير الآجال

الرزق والقدر هما مفهومان مرتبطان في الإسلام. الرزق هو كل ما يرزق الله به العبد من خير، سواء كان مالاً أو صحة أو علم أو غير ذلك. والقدر هو ما قدره الله وقضاه على العبد في علمه الأزلي، وكذلك عمر الإنسان معلوم عند الله عز وجل بموعد محدد.

الرزق والأجل لا يتغيران

ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق: الأرزاق والآجال لا تتغير، وقد جعل الله ذلك حتى لا تخشى الناس؛ فرزقك يصلك على ما قدّره الله لك، فأجمِلوا في الطلب.

وأضاف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: أجلك لا يتقدّم ساعةً ولا يتأخّر، لا أدنى من ذلك ولا أكثر، وعلى ذلك: فممّن تخاف؟ الرب واحد، والعمر واحد.

وتابع: هذه الحقيقة يراها الإنسان دون أن ينتبه؛ يرى الموت يصيب الجميع: من ذكر وأنثى، من صغير وكبير، من طفل وشاب وشيخ.

وأكد الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن المريض يموت ويبقى الطبيب، ويموت الطبيب ويبقى المريض، وتموت العائلة كلها في حادثة واحدة، وتموت الزوجة ويبقى الزوج، ويموت الزوج وتبقى الزوجة...

وقال: آجال مضبوطة، لا تتقدّم ولا تتأخّر، مشهد مرئي مكرّر في كل الأرض، مع جميع الأجناس، لا يختلف ولا يتخلّف.

واختتم الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق كلامه قائلا : ينبّهنا الله عز وجل إلى هذه الحقيقة لكي نبني عليها عملاً؛ هذا العمل هو أن تكون الدنيا في أيدينا، لا في قلوبنا. هو ألا نخشى إلا الله، ولا نطلب إلا من الله، وأن نُخلِص النيّة له، ونتوجّه إليه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.

 

كيف يذكرك الله بالملأ الأعلى؟

ذكر الله هو المنزلة الكبرى التي منها يتزود العارفون وهو قوت قلوب العارفين التي متى فارقتها صارت الأجساد لها قبورًا ، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بورًا ، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به  وماؤهم الذي يطفئون به نار الحياة وقسوتها ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، والسبب الواصل والعلاقة التي كانت بينهم وبين علام الغيوب.

سر عجيب في ذكر الله

وعن فضائل ذكر الله يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق إن من جميل المنن، ومن أعلى النعم، أن الله سبحانه وتعالى يذكر اسمك في الملأ الأعلى عند ذكره تعالى، وفي الحديث القدسي: «ومن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خيرٍ منه». هكذا يمنّ الله علينا، وهو الذي خلقنا ووفقنا لذكره، فإذا به يعطينا على هذا الذكر - وهو الذي يعود علينا بتنوير القلوب وغفران الذنوب - أجراً حسناً.

حب الله للعبد

وأضاف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: لو تخيّل الإنسان أنه كلما ذكر الله من قلبه، ذُكر في الملأ الأعلى في الحضرة القدسية! وفي الحديث: «إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلُ: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبِبْه، فيحبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرض».

وتابع الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق: يأخذ سيدنا جبريل هذا النداء، وينزل به إلى مَن بعده، ويقول: إن ربكم يحب فلانًا فأحبوه. وتتسلسل هذه المحبة من الملأ الأعلى، فيجد أحدكم نفسه قد أحبه الناس من غير حول له ولا قوة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾، واعلموا أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى إذا ذكرك في الملأ الأعلى، فإنه يُلقي عليك محبةً منه.

واختتم الدكتور علي جمعه حديثه قائلا: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ دافعةٌ للذِّكر، وتجعلك محلاً لنظره عز وجل: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾.

تم نسخ الرابط