عاجل

مواسم الطاعات.. أسامة الجندي: محطات إيمانية لتجديد القلوب ومقاومة الغفلة

الدكتورة سهير صفوت
الدكتورة سهير صفوت

أكد الدكتور أسامة الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف المصرية، أن مواسم الطاعات تمثل منحًا ربانية عظيمة أنعم الله بها على عباده؛ لإيقاظ القلوب، وتجديد الهمم، ومداواة القصور الروحي الذي قد يصيب الإنسان في زحام الحياة.

وأشار أسامة الجندي، خلال لقائه ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة "الناس"، إلى أن الإنسان بطبيعته قد يألف الكسل والتقصير، وتصبح نفسه عرضة لمكائد الشيطان، موضحًا أن هذه المواسم تغلق أبواب الغفلة وتفتح نوافذ النور والهداية.

طاقة إيمانية متجددة 

وأوضح أسامة الجندي أن هذه المواسم ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي محطات لإعادة الحيوية الإيمانية وتنشيط القلب، كما أنها تسهم في إعادة هيبة العقل أمام أهواء النفس، مضيفًا:"الهوى إذا غلب العقل أفسده، فجاءت مواسم الطاعات لتعيد الاتزان، وتزرع في الإنسان مقاومة داخلية ضد الانسياق خلف شهوات الدنيا".

وبيّن أسامة الجندي أن الشيطان يتسلل إلى الإنسان من أبواب الغفلة والتراخي، لكن مواسم الطاعة تغلق هذه النوافذ وتمنح العقل صفاءً يعينه على السير إلى الله بثبات ويقظة.

نعم خفية في مواسم الطاعة

وأشار أسامة الجندي إلى أن الله عز وجل يرزق عباده في مواسم الطاعة بنعم عظيمة، مثل: "التوفيق في العمل الصالح، القبول عند الله، إجابة الدعاء، تسديد الخطى والتأييد الرباني.

وشدد أسامة الجندي على أن هذه النعم تستوجب الشكر، والصيانة، وعدم التفريط، قائلاً: "النجاح في الطاعة لا يعني نهايتها، بل بداية لمسار جديد يحتاج إلى حماية ومداومة".

بعد الطاعة .. لا رجوع إلى الغفلة

ونوّه أسامة الجندي بأن الهدف الحقيقي بعد كل موسم طاعة ليس فقط مواصلة العبادة، وإنما حفظ ما تحقق خلالها من نور وقبول، مضيفًا:"المداومة على الطاعة ليست مجرد تكرار، بل حفظ للنعمة، وصيانة للقلب، واستمرار في الطريق نحو الله دون تراجع".

وأضاف أسامة الجندي أن الخوف من عدم القبول يجب ألا يدفع الإنسان إلى اليأس، بل يدفعه إلى الإلحاح في الدعاء، والتضرع لله، والاستمرار في العمل الصالح والرجاء في رحمته.

الدكتورة سهير صفوت 
الدكتورة سهير صفوت 

السير إلى الله لا ينقطع

واختتم الدكتور أسامة الجندي حديثه بالتأكيد على أن السير إلى الله لا يعرف التوقف أو النكوص، مشيرًا إلى أن القبول مشروط بالتقوى، مستشهدًا بقوله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين".

وقال: "كل طاعة تُقبل تُورث طاعة، وكل لحظة قرب من الله تُثمر ثباتًا في القلب، والموفّق من يخرج من موسم الطاعة أقرب إلى الله، لا كما دخل، بل بروح جديدة وهمة متجددة".

خلاصة القول: مواسم الطاعات ليست نهاية، بل بداية لحياة إيمانية أنقى وأقرب إلى رضا الله، والمسلم الحصيف هو من يحفظ هذه اللحظات النورانية ويستثمرها ليبقى قلبه موصولًا بالله على مدار العام.

تم نسخ الرابط