عاجل

افتتحت بمقرأة قرآنية.. أوقاف مطروح تجهز أكبر قافلة دعوية لتغطية المساجد

قافلة دعوية مشتركة
قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف بمطروح

انطلقت أكبر قافلة دعوية مشتركة بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بمطروح من مسجد التنعيم بإدارة غرب مطروح، افتتحت القافلة بمقرأة قرآنية، ثم توجه كل خطيب إلى مسجده.

استقبل القافلة كل من: الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة مدير مديرية أوقاف مطروح ، و الشيخ محمد مصطفى مدير الدعوة، والشيخ إبراهيم محفوظ مدير إدارة غرب مطروح، و الشيخ رضا البرلسي مدير إدارة شرق مطروح ، وعدد من أئمة إدارتي غرب وشرق مطروح.

وقال مدير مديرية أوقاف مطروح أن القافلة ستغطي العديد من المساجد بمنطقة القصر ووادي الرمل ووسط البلد وشرق مدينة مرسى مطروح ورأس الحكمة.

و تحدث العلماء حول موضوع "الوطن ليس حفنة تراب" مؤكدين على أن حب الوطن ليس كلاماً وإنما يظهر حب الوطن في احترام قوانينه، فاحترام القانون من القيم الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، وهو ثقافة حضارية وواجب ديني ووطني وجب على الجميع الالتزام به، وتربية الأبناء على الالتزام به منذ الصغر.

 وأكد العلماء أن المال العام أشد في حرمته من المال الخاص؛ وذلك لكثرة الحقوق المتعلقة به، وتعدد الذمم المالكة له، ولقد قال الله تعالى: (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) ولقد أنزله عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) منزلة مال اليتيم الذي تجب رعايته وتنميته وحرمة أخذه والتفريط فيه أو الاعتداء عليه عندما قال: "إني أنزلتُ نفسي مِن مال الله منزلةَ اليتيم "

الوفاء للوطن يظهر بالتمسك بالعلم

وقال العلماء أ ن الوفاء للوطن يظهر بالتمسك بالعلم، فهو من ركائز وأسس البناء والرفعة والتقدم، وبه تتفاضل الأمم؛ فقد قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر: 9)، فلا يمكن أن تبنى حضارة دون أن يكون أحد أركانها العلم؛ فيما يجب أن نعلم أن العلم الذي نقصد يشمل كل علم نافع في جميع المجالات التي فيها مصلحة البشرية، وتيسير أمور حياتها؛ إذ إن قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )

من جانب آخر أكد مدير مديرية أوقاف مطروح في خطبته التي ألقاها بمسجد التنعيم غرب مطروح على أن الحفاظ على العقل من كل ما يفسده ومن أخطر ذلك الفكر المتطرف: فهو شجرة خبيثة إذا نمت نمت أشواكها الحادة التي تهدم ولا تبني، تخرب ولا تعمر، تفرق ولا تجمع، أهله رؤوس جهال، دعاة على أبواب جهنم اندلقت ألسنتهم بالباطل واندلعت أصواتهم بالضلال والعياذ بالله، يظنون أنهم أهل الصلاح وهم أهل ضلال وأفكار زائغة، يتجرؤون على الله وعلى رسوله وعلى الإسلام والمسلمين بل والإنسانية كلها بأفكارهم المتطرفة وأقوالهم التي فاقت في ضلالها أقوال الجاهلية، لا يرقبون في إنسان إلا ولا ذمة، استحوذ عليهم الشيطان فسلب عقولهم وتملك قلوبهم فكانوا دعاة فتنة، ومعاول هدم، وسواعد شر.

ودعا إلى توعية المجتمع بكل أطيافه بمخاطر التطرف الفكري ودعاته، إذ إن الأقوال الشاذة والأفكار المتطرفة لا تظهر إلا بترك العلماء أهل التقى والسماحة والوسطية والأخذ عنهم، والاستماع لأهل الجهل والهوى (نسأل الله أن يحفظ الأزهر الشريف) وقد قالَ رَسُولَ اللَّه (صَلى الله عليه وسلم): "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا". (رواه البخاري)، ومن ثم يجدر بنا أن لا نحيد عن وسطية الإسلام وسماحته وأن نحذر كل الحذر من شباك التطرف الفكري ودعاته، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ" قَالَهَا ثَلَاثًا". ويقول (صلى اللهُ عليه وسلم): "إياكم والغُلُوَّ في الدينِ، فإِنَّما هلَكَ مَنْ كانَ قبلَكُم بالغُلُوِّ في الدينِ".

داعيًا جميع أولياء الأمور إلى المحافظة على أولادنا منذ الصغر بغرس الأفكار الوسطية المعتدلة وقد قال تعالى: (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (البقرة:143) بعيدًا عن الانزلاق في مهاوي الإرهاب والانجراف في مستنقعات الفكر المتطرف، فقد قال الله (عز وجل): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: 6)، وقال النبي (صلى الله عليه وسلمَ): "إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمّا استَرعاهُ، حفِظَ أم ضيَّعَ، حتّى يسألَ الرَّجلَ عن أهلِ بيتِهِ".

وختم خطبته بالحث على العمل، ودعم المنتجات الوطنية، فالقوة الاقتصادية ضرورية في تقدم الأوطان وهى عماد أول من أعمدة البناء وعامل أول من عوامل القوة، ولن يقوى الاقتصاد إلا بالعمل والإنتاج ودعم المنتجات الوطنية، ولذا أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلمَ) أن نبذل الجهد وأن نستفرغ الوسع والطاقات والمواهب في العمل والإنتاج حتى في أحلك الظروف؛ حيث قَالَ: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " (الأدب المفرد للبخاري) وإذا كان العمل من أعظم أسباب التقدم فإن ذلك لن يتحقق إلا بإتقانه، إذ إن إتقان العمل وتجويده من أهم الواجبات العملية التي حث عليها الإسلام، فقد قال (صلى الله عليه وسلمَ): "إِنَّ اللهَ (عز وجل) يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ ". وما أجمل أن يتحلى الإنسان بحسن الخلق؛ إذ إن الأخلاق الحسنة الطيبة من شأنها أن تبني مجتمعًا قويا متماسكا لا تنال منه يد الأعداء، وحرى بنا أن نذكر أن الأخلاق التي ينبغي أن نتحلى بها لا تشمل ترويج الشائعات والأراجيف والأباطيل؛ فليكن منهج كل واحد منا عند الحديث قول الرسول (صلى الله عليه وسلمَ) "وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". وليكن منهج كل واحد منا في سمعه قول الله (عز وجل) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات: 6).

تم نسخ الرابط