عاجل

أكذوبة اخترعها المتطرفون.. كيف فندت المؤسسات الدينية مقولة الوطن حفنة تراب؟

حب الوطن في الإسلام
حب الوطن في الإسلام

لم تكن وزارة الأوقاف بمفردها من اشتبكت مع أكذوبة المتطرفين، عن الوطن ووصفه بأنه حفنة من تراب، ورغم أن من قالها هلك ومن حمل الراية من بعده أضحى في طين النسيان، إلا أن صدى المقولة الخارجة عن الدين والإنسانية لازال يبحث عن تصحيح للمفاهيم، فكيف فندت المؤسسات الدينية مقولة الوطن حفنة تراب؟

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

شيخ الأزهر: حب الوطن من أعظم دروس الهجرة النبوية

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كان له دوره في بيان مكانة الوطن، ولم يكن بيت العائلة المصرية سوى لبنة من تاريخ عريق يسطره الأزهر في الدفاع عن قيمة الوطن وترسيخًا لمفاهيم المواطنة وغيرها.

فالإمام الأكبر كانت كلمته عن دروس الهجرة النبوية التي تقترب ذكراها هذا العام، مع الخميس 26 يونيو الجاري، أنَّ من أعظم دروس الهجرة حبَّ الوطن، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمكَّة وهو خارجٌ منها مهاجرًا إلى المدينة النبويَّة: "والله إنَّك لأحبُّ بلاد الله إليَّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما خرجتُ"، وهنا نُؤكِّد أنَّ محبَّة الأوطان والعمل الدؤوب على نهضتها واستقرارها هو من صميم الإسلام.

ودعا الإمام الأكبر الجميع إلى استلهام روح الهجرة النبويَّة الشريفة المتمثِّلة في الإيثار وإعلاء مصلحة الوطن العُليا على المصالح الحزبيَّة والشخصيَّة، وغرس روح المحبة بين إخوة الوطن، مطالبًا كلَّ المصريين بنبذِ الخِلافات الهدَّامة والتجاذُب السياسي غير النزيه، وبالالتفاف حول الغايات العُليا لبناء الوطن العزيز.

الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية
الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية

حب الوطن دليل الكمال الإنساني 

بينما قالت دار الإفتاء في فيديو موشن جرافيك إن الوطن لم يكن أبدًا حفنة من تراب، بل هو شعب له تاريخ وحضارة، هو انتصارات الإنسان على أرضه يصنع بها مكانًا إقليميًّا ومكانة سياسية، وتأثيرًا فكريًّا وعطاء حضاريًّا، وهو رجال ونساء صنعوا ذاكرة الوطن على مستوى النضال الوطني والكفاح العسكري والتقدم الاقتصادي والإنتاج العلمي والثقافي في مختلف العلوم والفنون.

وأضافت أن حب الوطن والحنين إليه لم يكن يومًا نقصًا في المروءة، بل كان دليلَ الكمال الإنساني، واستدلت الدار بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من وطنه: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ».

وأوضحت الدار في فيديو الرسوم المتحركة أن حنين النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى وطنه ما كان إلا لشدة شوقه هو وأصحابه إليه، واستدلت بما رواه الدِّينَوَرِيُّ عن الأصمعيِّ قال: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ الرَّجُلَ؛ فَانْظُرْ كَيْفَ تَحَنُّنُهُ إِلَى أَوْطَانِهِ!

الدكتور أسامة الأزهري 
الدكتور أسامة الأزهري 

الأزهري: من جعل الوطن حفنة تراب فقد حقر ما عظمه الله

بدوره بين الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف خلال حديث سابق، إنه رصد نظرة تيارات الإسلام السياسي للوطن من خلال السوشيال ميديا، والتي تحقر قضية الوطن ومنها :"الوطن حفنة تراب لا قيمة له، الوطن حدود الاستعمار، ليس هنا قرآن ولا حديث عن حب الوطن"، مشيرًا إلى أن من جعل الوطن حفنة تراب فقد حقر ما عظمه الله.

حفنة تراب.. قائلها مرتكب عقوقًا وطنيًا

وزارة الأوقاف بدورها في موضوع خطبة الجمعة اليوم، قالت: « إن من يختزل هذه الكلية الأبدية الساحرة في "حفنة تراب" إنما ارتكب عقوقًا وطنيًا، وشوه مفهومًا عظيمًا، قال سيد الزهاد إبراهيم بن أدهم –رحمه الله - معبرًا عن قيمة وطنه: "ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علي من مفارقة الأوطان».

وتابعت: «هذه رسالة إلى من قست قلوبهم تجاه أوطانهم، ألم يأت القرآن والسنة بالآيات والأحاديث التي تدل على الأهمية العظمى للوطن؟، ألم يشر القرآن في عشرات الآيات إلى قيمة الوطن؟ ألم يقرن الله تعالى مفارقة الأوطان بقتل النفس في قوله: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}؟، ألم يجعل الله سبحانه وتعالى الجلاء عن الوطن عذابا للمخالفين، فقال: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}؟».

ولفتت إلى أنه من أهم دلالات حب الوطن الحفاظ على هويتنا الثقافية الأصيلة، ولغتنا العربية الشريفة، هويتنا الثقافية هي مرآة تعكس تاريخنا وحضارتنا وقيمنا، وعمود هذه الهوية لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، لغة الضاد، التي بها نفكر، وبها نتواصل، وبها نعبر عن ذواتنا، فهل يرضى محب لوطنه أن يرى لغته تضعف، وأن تهجر كلماتها، وأن يستولي عليها الأجنبي؟

تم نسخ الرابط