عاجل

هل يجوز ذبح العقيقة قبل الولادة .. وأوفضل أوقاتها؟ الإفتاء تجيب

العقيقة
العقيقة

بين الفرح بالمولود الجديد، والحرص على إحياء سنن النبي ﷺ، يحرص كثير من الآباء على ذبح “العقيقة” تقربًا إلى الله وشكرًا على النعمة.

هل يجوز ذبح العقيقة قبل الولادة؟

لكن يبقى السؤال الأهم: متى يكون وقتها الصحيح؟ وهل يجوز التعجيل بها قبل الولادة وفي هذا السياق أجابت دار الإفتاء أن الأصل في العقيقة أن تُذبح في اليوم السابع من ولادة الطفل، ولا تُجزئ إن تم ذبحها قبل ولادته، لأن شرطها الأساسي لم يتحقق بعد، وهو ولادة المولود حيًّا

حكم العقيقة وموعدها وما يتعلق بها من أحكام

العقيقة شعيرة من شعائر الإسلام وسُنَّةٌ نبوية مؤكدة، فعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأوصى بها وحثَّ عليها؛ فقد ورد في الحديث الصحيح عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى» [رواه البخاري]. كما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عقَّ عن الحسن والحسين رضي الله عنهما [رواه الإمام أحمد].

وقد ذهب جمهور العلماء من السلف والخلف إلى أن العقيقة سنة مؤكدة عن الذكر والأنثى، ومن القائلين بذلك: السيدة فاطمة الزهراء، وأم المؤمنين عائشة، وابن عباس، وابن عمر، وبريدة، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وعطاء، والزهري، وغيرهم كثير من أئمة المسلمين. وهو قول الأئمة الأربعة: مالك، والشافعي، وأحمد، وأبي ثور، كما نقله ابن المنذر في “الإشراف”، وذكره ابن عبد البر في “الكافي”، والنووي في “المجموع”، وابن قدامة في “المغني”.

وقت العقيقة الأفضل

يُستحب أن تُذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود، استنادًا لما جاء في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ سَابِعِهِ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى، وَسَمُّوهُ» [رواه الطبراني في الأوسط].

هل تُجزئ العقيقة قبل ولادة المولود؟

لا تُجزئ العقيقة إذا ذُبحت قبل ولادة الطفل، لأن السبب الذي تشرع من أجله لم يتحقق بعد، وهو حياة المولود بعد خروجه إلى الدنيا. فالعقيقة لغةً مأخوذة من الشعر الذي يكون على رأس المولود عند ولادته، ولذلك كان الذبح مرتبطًا بهذا الحدث.

وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام الأزهري في “تهذيب اللغة”، وبيّن أن العقيقة تُذبح عند حلق شعر المولود. وقال ابن عابدين الحنفي إن الأفضل أن يُسمَّى الطفل في اليوم السابع، ويُحلق رأسه، ويُتصدق بوزن شعره فضة أو ذهبًا، ثم تُذبح العقيقة بعد ذلك [رد المحتار 6/327].

كما أوضح الإمام الباجي في “المنتقى” أن العقيقة لا تجب إذا مات المولود قبل اليوم السابع، لأنها ترتبط بدخوله في هذا التوقيت. وصرّح المرداوي في “الإنصاف” أن الذبح في اليوم السابع هو الأفضل، ويجوز بعده، لكنه لا يجوز قبل الولادة. ونص البهوتي في “كشاف القناع” على أن العقيقة قبل الولادة لا تصح، مثل الكفارة التي لا تصح قبل حصول اليمين.

وبذلك، يتضح أن العقيقة سنة نبوية عظيمة لها وقت مخصوص، ومقصد تربوي واجتماعي، لا ينبغي تقديمها على سببها، بل تؤدى في وقتها اقتداءً بهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم

تم نسخ الرابط