عاجل

الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة.. سنة نبوية أم اجتهاد فردي؟ الإفتاء توضح

الدعاء بعد التشهد
الدعاء بعد التشهد الأخير

يثير الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة تساؤلات دائمة بين المصلين، خاصةً مع تنوع الصيغ والمضامين التي تُقال في هذا الموضع من الصلاة. وبين من يراه سنة نبوية مؤكدة ومن يظنه اجتهادًا غير مأثور،وفي هذا السياق أجابت دار الإفتاء المصرية

الدعاء بعد التشهد الأخير: سُنة نبوية ثابتة

الدعاء بعد الانتهاء من التشهد الأخير في الصلاة يُعدّ من السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد دلّت على مشروعيته أحاديث وأقوال الصحابة والتابعين.
فقد ثبت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يدعون في صلاتهم بأدعية لم يتلقّوها مباشرة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يُنكر عليهم ذلك، مما يدل على إقراره بجواز الدعاء بعد التشهد.

ومن الأدلة على ذلك ما رواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل: «مَا تَقُولُ فِي صَلَاتِك؟»، فقال: “أتشهد، ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار”، فصوّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعاءه، مع أنه لم يعلّمه إياه.

وكذلك رُوي عن الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه كان يقول في ختام صلاته بعد التشهد: “أعوذ بالله من النفاق”، مما يدل على أن الدعاء بعد التشهد كان معروفًا بين الصحابة.

وقد أكد علماء المذاهب هذا المعنى، فقال الإمام النووي في “روضة الطالبين”: يُستحب الدعاء بعد الصلاة الإبراهيمية، وله أن يدعو بما شاء من أمور الدنيا والآخرة، مع تفضيل الأدعية المرتبطة بالآخرة، مشيرًا إلى أن ما ورد في السنة أولى وأحب.

وقال الإمام الدردير في “الشرح الكبير”: يُندب الدعاء بعد التشهد الأخير بأي صيغة كانت، وهو ما أكده أيضًا الإمام الشمس الرملي بقوله: يُسنّ الدعاء بعد التشهد الأخير بما شاء المصلي، سواء كان الدعاء في أمر ديني أو دنيوي.

وبناءً على ما سبق، يتضح أن الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة سنة مستحبة، وله أصل في فعل الصحابة وإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه يشمل كل ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ما لم يكن فيه ما يُخلّ بآداب الصلاة أو يناقض مقاصدها

فضل الدعاء… عبادة تغيّر قدرك وتفتح لك أبواب السماء:
1. الدعاء هو العبادة في أنقى صورها
– قال ﷺ: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي).
لأن فيه خضوع القلب، وصدق التوكل، واعتراف بالعجز أمام قدرة الله.
2. أقرب طريق لاستجابة الله
– “ادعوني أستجب لكم” [غافر: 60].
دعوة من رب العالمين نفسه، مباشرة وواضحة… بس ادعُ.
3. أكرم شيء على الله!
– قال النبي ﷺ: “ليس شيء أكرم على الله من الدعاء” (الترمذي).
لما ترفع إيدك، أنت بتقدم أغلى ما يحبّه الله منك.
4. سلاح المؤمن ضد البلاء
– “لا يرد القضاء إلا الدعاء” (رواه الترمذي).
الدعاء يغير القدر… نعم، يغيره.
5. تحقيق الأمنيات… حتى المستحيلة
مع الدعاء، لا مكان للمستحيل.
فربك يقول: “إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.”
6. ثلاثة أرباح لا تخسر أبدًا:
• يُستجاب لك كما طلبت.
• يُصرف عنك شر لم تكن تراه.
• يُدخر لك أجر عظيم في الآخرة.
7. تُرفَع به درجاتك يوم القيامة
فالدعاء لا يضيع، حتى لو لم ترَ أثره في الدنيا.
8. باب لا يُغلق أبدًا
لا توقيت، لا حاجز، لا شروط معقّدة… فقط قلوب صادقة

تم نسخ الرابط