عاجل

طارق فهمي: إسرائيل تكرر تجربتها مع حماس بتسليح ميليشيات جديدة لضربها

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

في تصريحات هامة تكشف أبعادًا جديدة للأزمة الفلسطينية، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن إسرائيل تلجأ مجددًا إلى سياسة قديمة عبر تسليح ميليشيات تهدف لضرب حركة حماس من الداخل وفرض سلطة بديلة عنها، في مشهد يعيد إلى الأذهان دورها في نشأة حماس ذاتها قبل عقود. 

وجاء ذلك خلال حواره مع برنامج "مساء dmc" المذاع عبر فضائية "dmc"، حيث قدّم رؤية تحليلية دقيقة للمشهد الأمني والسياسي في قطاع غزة وما يدور خلف الكواليس.

ازدواجية إسرائيلية

وأوضح طارق فهمي أن مصادر إسرائيلية وفلسطينية موثوقة كشفت تورط إسرائيل في نشأة حركة حماس في مراحلها الأولى، معتبرًا أن ما يحدث الآن هو تكرار لهذه التجربة ولكن من زاوية معاكسة. فبدلًا من الدعم، تسعى إسرائيل اليوم إلى تصفية حماس من خلال دعم ميليشيات مسلحة تعمل على تقويض نفوذ الحركة في قطاع غزة.

وأشار "فهمي" إلى أن هذه الميليشيات لا تأتي بشكل عشوائي، بل هناك ترتيبات تشمل جماعات وعشائر تمتلك تركيبة أيديولوجية معقدة، موزعة بين تيارات سلفية جهادية وأخرى مدخلية، سبق أن اصطدمت مع حماس في مراحل سابقة، وصلت إلى حد استهداف مساجد ومراكز دينية.

تسليح العشائر الفلسطينية 

أحد أكثر النقاط خطورة، التي تطرق إليها طارق فهمي، تمثلت في الحديث عن بعض العشائر الفلسطينية التي يجري تسليحها حاليًا في إطار خطة لإضعاف حماس، مبينًا أن هذه العشائر ليست موحدة فكريًا، بل تنتمي إلى تيارات دينية مختلفة بعضها يحمل أفكارًا متطرفة. وهذا التباين يعقد المشهد، ويهدد بخلق فراغ أمني قد يتحول إلى ساحة صراع داخلي.

وأشار  إلى أن بعض هذه التيارات سبق وأن تلقت ضربات موجعة من حماس، ما يجعل من السهل تجنيدها الآن في مشروع يهدف للانتقام من الحركة.

المبادرة المصرية

في مواجهة هذا المشهد المعقد، كشف طارق فهمي عن وجود مبادرة مصرية سابقة لتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة المرحلة الانتقالية في غزة، هذه اللجنة كانت تضم عناصر من حركة فتح وشخصيات مستقلة، وتتمتع بطابع تكنوقراطي بعيد عن الفصائلية.

وأوضح "فهمي" أن الفكرة كانت ترتكز على قرار رئاسي يصدر من محمود عباس بتشكيل اللجنة من 16 عضوًا، ما يمنحها شرعية سياسية وقانونية، ويمنع استخدام "فراغ حماس" كذريعة لتشكيل ميليشيات خارجة عن سيطرة السلطة الفلسطينية.

خلافات إسرائيلية داخلية 

وكشف طارق فهمي أيضًا عن وجود خلافات عميقة داخل مؤسسات الأمن الإسرائيلية، لا سيما بين جهاز "الشاباك" والاستخبارات العسكرية "أمان"، حول مشروع تشكيل الميليشيات، مشيرًا إلى أن هناك تحذيرات داخلية من خطورة هذا الخيار، خاصة في ظل التوترات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، اللذين يدفعان بهذا الاتجاه رغم المعارضة الداخلية.

<strong>الدكتور طارق فهمي</strong>
الدكتور طارق فهمي

حل البرلمان 

واختتم طارق فهمي حديثه بالإشارة إلى جلسة الكنيست الإسرائيلي التي عقدت مؤخرًا لمناقشة حل البرلمان. وقد شهدت الجلسة طرح ملف الميليشيات وتسليح العشائر، لكنه لفت إلى أنه تم قطع البث المباشر خلال مناقشة هذا البند، في مؤشر على حساسية القضية وخشية الحكومة من ردود الفعل المحلية والدولية.

ما بين دعم الميليشيات، وتفكيك السلطة القائمة، وتحريك العشائر والتيارات المتطرفة، تتضح ملامح مشروع إسرائيلي لإعادة رسم خريطة النفوذ في غزة، وبينما تتفاعل الأطراف الإقليمية والدولية مع هذه التحركات، تبرز المبادرة المصرية كخيار عقلاني ووطني لحفظ استقرار القطاع ومنع انزلاقه إلى الفوضى.

تم نسخ الرابط