علي جمعة: القلب يجب أن يعلو العقل وعلاقة وثيقة وتأثير متبادل بينهما

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العقل والقلب داخل الإنسان، موضحًا أن العقل هو موضع التفكير والتحليل، بينما القلب هو مصدر المشاعر والشعور.

القلب موضع المشاعر والعقل محل التفكير
وأشار إلى أن هناك اصطلاحًا يرى أن العقل والقلب شيء واحد، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لهم قلوب لا يعقلون بها" وهذا يدل على أن القلب هو الذي يعقل ويدرك، وليس مجرد مصدر للمشاعر فقط كما يعتقد البعض.
القلب في القرآن: أوصاف متعددة وتأثيرات مختلفة
وأوضح الدكتور علي جمعة أن القرآن الكريم وصف القلب بصفات متعددة، منها المحبوب عند الله، ومنها المكروه، مثل الطبع على القلوب والقسوة.
وأضاف أن بعض العلماء أحصوا عشرة أوصاف للقلب في القرآن، بينما وجد آخرون 24 صفة مختلفة، مما يدل على أهمية القلب في تكوين شخصية الإنسان وتأثيره على سلوكياته.
القلب والعقل والجسد .. مكونات متكاملة
وأكد عضو هيئة كبار العلماء أن الإنسان مكوّن من جسد وروح ونفس، وله عقل وقلب وجوارح وسلوك، مشيرًا إلى أن القلب يُسمى أيضًا بالفؤاد واللُب والعقل في بعض الاصطلاحات.
وشبّه القلب بالمكعب الذي له عدة أوجه، ولكل وجه خصائص مختلفة، تمامًا مثل الكعبة المشرفة التي تضم الملتزم، وحِجر إسماعيل، والركن اليماني.
ترتيب الأولويات بين العقل والقلب والجوارح
وأكد الدكتور علي جمعة أن القلب ينبغي أن يعلو العقل، والعقل بدوره يجب أن يعلو الجوارح، مما يعكس أهمية التوازن بين التفكير والمشاعر والسلوك.
وأوضح أن هذا الترتيب هو السر في تحقيق الانسجام الداخلي للإنسان، بحيث لا يطغى العقل على القلب فيجعل الإنسان قاسيًا، ولا تغلب العواطف على التفكير فيصبح الشخص مندفعًا بلا وعي.
ودعا في ختام حديثه إلى إدراك هذه العلاقة العميقة بين العقل والقلب، والسعي لتحقيق التوازن بين المشاعر والتفكير، لضمان حياة مستقرة وسلوك متزن.

وتابع بأن القلب ينبغي أن يعلو العقل، والعقل بدوره يجب أن يعلو الجوارح، مما يؤكد أهمية ترتيب الأولويات في الإنسان لتحقيق التوازن بين التفكير والمشاعر والسلوك.