علي جمعة: الإعتقاد في تأثير الأبراج سذاجة لا توجب الكفر

أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، أن الإيمان بالأبراج لا يُخرج الشخص من ملة الإسلام، مؤكدًا أن المسلم لا يُكفّر إلا إذا أنكر أركان الدين أو عبد غير الله. جاء ذلك خلال حديثه في برنامج «نور الدين والدنيا»، المذاع عبر فضائية «الأولى»، اليوم الأربعاء.
وخلال اللقاء، طرحت إحدى الطالبات سؤالًا حول حكم الشرع فيمن يؤمن بالأبراج، ليجيب الدكتور علي جمعة:" الإيمان بالأبراج لا يجعل الإنسان كافرًا؛ لأنه لم يشرك بالله ولم يعبد إلهًا آخر، لكنه تصرف بلا عقل". وشدد على أن التكفير أمر خطير ومحظور في الإسلام، قائلًا:" المسلم صعب يخرج من دينه بعدما شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".
وأضاف جمعة أن الاعتقاد في تأثير الأبراج مجرد سذاجة لا تؤدي إلى الكفر، موضحًا أن "من يؤمن بالأبراج رجل ساذج على باب الله"، مؤكدًا أن الحكم الشرعي واضح في أن المسلم لا يكفر إلا بإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
رؤية الأحلام وتفسيرها في الإسلام
وفي سياق الحلقة، طرح أحد الطلاب سؤالًا حول حقيقة "كشف الحجاب" عن بعض الأشخاص الذين تتحقق أحلامهم، وأجاب الدكتور علي جمعة موضحًا أن ما يراه الإنسان في المنام ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الرؤيا الصادقة: وهي من الله، وتكون بشرى للعبد الصالح أو يراها له غيره.
- الحلم: وهو من الشيطان، ويهدف إلى تخويف الإنسان أو إزعاجه.
- حديث النفس: وهو ما يعكس ما يشغل بال الإنسان خلال يومه، وقد يكون مجرد كوابيس.
واستشهد بحديث النبي ﷺ: «انقطعت النبوة وبقيت المبشرات»، موضحًا أن المبشرات هي الرؤيا الصالحة التي يراها المسلم أو تُرى له، وأن الكوابيس غالبًا ما تكون نتيجة عوامل جسدية أو نفسية مثل تناول وجبة ثقيلة قبل النوم.
الإيمان بالأبراج بين الدين والعقل
وأكد الدكتور علي جمعة أن اللجوء إلى الأبراج واعتبارها وسيلة لمعرفة المستقبل هو أمر مرفوض في الإسلام، لأنه ينافي التوكل على الله والإيمان بقدرته. وأن مثل هذه الاعتقادات ليست سوى وهم وخداع للناس.
كما حذر من خطورة الانسياق وراء التنجيم وقراءة الأبراج، مشددًا على أن معرفة الغيب من اختصاص الله وحده. وقال: "لا يعلم الغيب إلا الله، وكل من يدّعي غير ذلك فهو كاذب".
موقف الإسلام من التكفير
شدد على أن الإسلام يرفض فكرة التكفير العشوائي، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ حذر من اتهام المسلمين بالكفر بغير دليل واضح. وبيّن أن التسرع في التكفير يفتح باب الفتنة ويؤدي إلى تفكك المجتمع الإسلامي.
وختم حديثه مؤكدًا أن المسلم يبقى على إسلامه ما لم ينكر أحد أركان الدين أو يجحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة. ودعا إلى التمسك بالعقل والابتعاد عن الخرافات، مشيرًا إلى أن الإيمان الحقيقي يقوم على العلم واليقين بالله.
بهذا التوضيح الحاسم، يرسّخ الدكتور علي جمعة موقف الإسلام من الإيمان بالأبراج، مؤكدًا أن المسلم لا يخرج من الدين بمثل هذه الاعتقادات الساذجة، لكنه مدعو دائمًا لاستخدام العقل والرجوع إلى تعاليم الشرع في كل أمور حياته.