عميل استخبارات أمريكي عرض أسرار لبرلين بسبب إحباطه من ترامب

كشفت وسائل إعلام ألمانية عن واقعة تجسس غير مسبوقة، تمثلت في محاولة أحد موظفي وكالة استخبارات الدفاع الأميركية تمرير معلومات سرية إلى جهاز المخابرات الاتحادي الألماني، مدفوعاً بإحباطه من سياسات إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
البداية برسالة مشفّرة
وبحسب تحقيق مشترك أجرته شبكات "NDR" و"WDR" وصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، فقد بدأ التواصل بين الموظف الأمريكي وجهاز الاستخبارات الألماني في أوائل مارس الماضي، عبر رسالة بريد إلكتروني مجهولة المصدر، عرض فيها تمرير معلومات شديدة الحساسية.
ألمانيا تبلغ واشنطن فوراً
وفور تلقي الرسالة، قام جهاز المخابرات الألماني بإبلاغ السلطات الأمريكية مباشرة، في خطوة تؤكد التزام برلين بالتحالف الأمني مع واشنطن. وأكدت متحدثة باسم الجهاز الألماني لوكالة الأنباء (د.ب.أ) أن "الجهاز لا يعلق على قضايا استخباراتية، وهو ما لا يعني بالضرورة صحة أو عدم صحة المعلومات المتداولة".
القبض على الموظف في فيرجينيا
وفي 30 مايو الماضي، ألقت السلطات الأميركية القبض على الموظف، ويدعى ناثان فيلاس إل، في ولاية فيرجينيا، ووجهت له تهمة محاولة التجسس.
ووفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فإن المتهم كان لديه حق الوصول إلى معلومات مصنفة بـ"بالغة السرية"، وعرض تقديمها لـ"حكومة أجنبية صديقة"، لم يُكشف عن هويتها في البيان الرسمي.
الدافع: معارضة ترامب
وفي تطور لافت، أوضح ناثان فيلاس إل في رسالته الإلكترونية أن سبب قراره الخطير كان "عدم الاتفاق مع القيم التي تمثلها إدارة ترامب"، مما يعكس تصدعًا داخليًا داخل أجهزة الأمن الأميركية نتيجة التوترات السياسية في البلاد خلال فترة رئاسة ترامب.
تداعيات محتملة وتكتم رسمي
حتى الآن، تلتزم السلطات الألمانية والأمريكية بالصمت إزاء التفاصيل الدقيقة للتحقيق، فيما يتوقع مراقبون أن تفتح هذه الحادثة بابًا جديدًا للنقاش حول الولاء داخل المؤسسات الأمنية، وأثر الانقسامات السياسية الأمريكية على منظومة الاستخبارات الوطنية.