الاستخبارات التركية تُحبط أخطرعملية تجسس إلكترونى نفذتها «عصابة أجنبية»
أحبط جهاز الاستخبارات التركي (MİT) عملية تجسس إلكتروني خطيرة نفذتها عصابة أجنبية داخل الأراضي التركية، استهدفت معلومات المواطنين الشخصية والمالية عبر محطات إرسال مزيفة وأجهزة متطورة صينية الصنع.
ووفقاً للتفاصيل التي شاركها الصحفي التركي إبراهيم هاسك أوغلو، استخدمت العصابة أسلوبًا غير مسبوق وخطير، حيث قامت بتركيب محطات إرسال وهمية داخل سيارات مستأجرة في إسطنبول وإزمير وبورصة ويالوفا، مما أدى إلى توجيه الهواتف المحمولة إلى هذه المحطات بدلاً من الشبكات الأصلية.
عبر هذه التقنية، تم إرسال رسائل نصية احتيالية للمستخدمين، تظهر وكأنها صادرة عن شركات الاتصالات الرسمية، وتطلب منهم إجراء عمليات دفع أو إدخال معلومات حساسة. ونتيجة لذلك، قام عدد من المستخدمين بتقديم بيانات بطاقاتهم الائتمانية، لتُستخدم لاحقًا في عمليات احتيال مالي.
هجمات تصيّد إلكتروني
الأخطر من ذلك، أن جميع البيانات التي تم الحصول عليها نُقلت مباشرة إلى خادم (سيرفر) مركزي في الصين، حيث استخدمت لاحقًا في هجمات تصيّد إلكتروني عبر تطبيق أجنبي مجهول المصدر.
التحقيقات الأولية كشفت أن المشتبه بهم دخلوا تركيا في مارس 2025، وحرصوا على إخفاء هويتهم باستخدام شرائح اتصال مسجلة بأسماء أشخاص آخرين، لتفادي كشف تحركاتهم.
ومن المتوقع أن تكشف مجريات التحقيق القضائي المستمر عن مزيد من التفاصيل حول الشبكة الدولية التي تقف وراء هذه العمليات، وسط تحذيرات من تكرار هذا النوع من الجرائم الإلكترونية المتطورة.
وفي العام الماضي، ألقت السلطات التركية القبض على شبكة تجسس سيبراني كانت قد تمكنت من الاستيلاء على بيانات آلاف الأشخاص في عدّة دولٍ حول العالم بما في ذلك تركيا، وفق ما أورد إعلام رسمي تركي، والذي أفاد أيضاً أن المدعي العام في أنقرة توصل لتلك النتائج في نطاق تحقيق أجراه في وقتٍ سابق.
ونقلت وكالة الأنباء التركية الحكومية (الأناضول) عن مصادر أمنية، أن القيادة العامة لقوات الدرك والمركز الوطني للاستجابة للحوادث السيبرانية، نفّذا عملية مشتركة ضد شبكة تجسس إلكتروني، وتمكّنا خلالها من إلقاء القبض على 11 مشتبهاً بهم، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات في البلاد.
والمشتبه بهم الـ 11 الذين تم احتجازهم، لديهم ارتباطات خارجية وقد شاركوا بياناتٍ شخصية مع جهاتٍ عديدة بينها تنظيمات "إرهابية" لم تسمّها وكالة الأناضول التي نقلت هذه المعلومات عن مصدر أمني.
وأشارت الوكالة إلى أن الاستخبارات التركية كانت تتعقب شبكة التجسس هذه منذ مدة طويلة، وكانت قد تورّطت الشبكة بالفعل بتقديم معلومات مهمة لتنظيمات "إرهابية".
