عاجل

تقاليد استقبال الحجاج بالريف المصري«اغاني وتزين البيوت برسومات للكعبة»

تزين البيوت احتفالا
تزين البيوت احتفالا بالحج

كشفت الدكتورة إيمان مهران، أستاذة الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، عن التفاصيل الغنية للتراث المصري المرتبط بفريضة الحج ، مؤكدة أن المصريين ارتبطوا بالحج عبر ذاكرة جمعية ممتدة منذ العصور القديمة حتى اليوم.

طقووس استقبال الحجاج

وكشفت  في مداخلة هاتفية "لقناة "النيل للاخبار “ عن تقاليد استقبال الحجاج في الريف المصري، حيث تُدهن المنازل وتُزين برسومات للكعبة والسفن، مع كتابة آيات قرآنية مثل "حج مبرور وذنب مغفور. 

وأضافت ،"في اليوم السابع للعودة، يُقام احتفال يُسمى 'العجب'، يُدعى فيه المنشدون، ويُوزع الحاج هدايا رمزية مثل السبحات وسجاجيد الصلاة وماء زمزم". 

وتحدثت عن أغاني "الحدّاء" التي كان يغنيها قائدا القوافل البرية خلال رحلة الحج التي كانت تستغرق 3 أشهر، مشيرة إلى أن هذه الأغاني لا تزال موجودة في صعيد مصر. 

واختتمت دكتورة ايمان حديثها بان التغيرات الاقتصادية التي سهلت الحج في العصر الحديث، قائلة: "في الماضي، كانت تكلفة الرحلة 3 جنيهات: جنيه لإيجار الجمل، وجنيه لأكل الحاج، وجنيه لأكل الجمل أما اليوم، فالحج أصبح أكثر يسراً بفضل العمالة المصرية في الخليج. 

 

تزين المنازل 
تزين المنازل 

في سياق متصل ، لم يكن المصريون القدماء بمعزل عن فكرة «الرحلة المقدسة» أو الزيارة الدينية لمواقع تعتبر مقدسة، بل كانت هذه الرحلات تشكل ركيزة أساسية في حياتهم الروحية. 

ما هو «الحج» في مصر القديمة؟

لم يكن مفهوم الحج في مصر القديمة مطابقًا تمامًا لمفهوم الحج في الأديان السماوية اللاحقة، لم تكن هناك رحلة موحدة إلزامية لجميع المصريين إلى موقع واحد محدد بدلاً من ذلك، فقد اتخذت «رحلات الحج» المصرية القديمة أشكالًا متعددة، إلى وجهات مختلفة، غالبًا ما كانت مرتبطة بعبادة آلهة معينة أو ببعض الطقوس الجنائزية.

أبرز وجهات الحج المصرية القديمة

كانت المعابد والمقابر الملكية ومواقع الدفن الرئيسية هي النقاط المحورية لهذه الرحلات المقدسة. من أبرز هذه الوجهات

أبيدوس

 

تُعد أبيدوس، التي كانت تُعرف باسم «أبجو» في مصر القديمة، واحدة من أهم المواقع الدينية والجنائزية، كانت مركزًا لعبادة الإله أوزوريس، إله العالم السفلي والبعث، وكان الحج إلى أبيدوس يعتبر بمثابة مشاركة رمزية في رحلة أوزوريس إلى العالم الآخر، وكان يعتقد أن هذه الزيارة تضمن للمصري القديم حياة أبدية بعد الموت. كان الكثيرون يتمنون أن يُدفنوا ولو بشكل رمزي في أبيدوس، أو أن يتم نصب لوحة تذكارية لهم هناك.

طيبة 

 

وهي الأقصر حاليًا، وكانت، عاصمة مصر في فترات طويلة، وضمت مجموعة هائلة من المعابد والمواقع الدينية، مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر، كانت هذه المعابد مراكز لعبادة آمون رع، الإله الأكبر للدولة، والآلهة الأخرى. كانت المهرجانات الكبرى، مثل عيد الأوبت، تشهد رحلات جماعية للتماثيل الإلهية من معبد لآخر، يتبعها جموع من الناس في احتفالات مهيبة، يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال الحج العام.

 

هليوبوليس  

 

وهي منطقة عين شمس والمطرية وعرب الحصن حاليًا في القاهرة، وكانت مركزًا رئيسيًا لعبادة رع، إله الشمس، وعلى الرغم من أن بقاياها الأثرية قليلة اليوم، إلا أنها كانت مدينة ذات أهمية دينية قصوى، ومن المحتمل أنها استقطبت زوارًا لأداء الطقوس المتعلقة بعبادة الشمس.

أهداف ودوافع الرحلات المقدسة 

 

البحث عن الخلود، كان الهدف الأسمى للكثيرين هو ضمان الخلود والبعث في العالم الآخر، وكانت زيارة أبيدوس خير مثال على ذلك، والتقرب إلى الآلهة، كان الحج وسيلة للتقرب من الآلهة وطلب البركة والحماية وتلبية الرغبات، الوفاء بالنذور، قد يقوم الأفراد برحلات دينية للوفاء بنذور قطعوها للآلهة مقابل تحقيق أمنية أو تجاوز محنة، المشاركة في الأعياد والمهرجانات: كانت الأعياد الدينية الكبرى تستدعي تجمعًا واسعًا للمؤمنين من جميع أنحاء البلاد.
التطهير الروحي: كانت بعض الرحلات تهدف إلى التطهير الروحي والتكفير عن الذنوب.

وسائل النقل والتحضيرات

 

اعتمد المصريون القدماء بشكل كبير على نهر النيل كوسيلة رئيسية للنقل في رحلاتهم، حيث كانت القوارب هي الوسيلة الأسرع والأكثر أمانًا للتنقل بين المدن والمعابد. كما كانت هناك طرق برية تُستخدم، خاصة في الرحلات القصيرة أو للوصول إلى المواقع البعيدة عن النيل. كانت التحضيرات تشمل إعداد المؤن والقرابين، وقد يرتدي الحجاج ملابس خاصة أو يحملون أدوات طقسية.

تم نسخ الرابط