عاجل

أكاديمية الفنون: الحج في مصر ليس مجرد فريضة فردية بل طقساً جماعياً

كشفت الدكتورة إيمان مهران، أستاذة الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، عن التفاصيل الغنية للتراث المصري المرتبط بفريضة الحج، مؤكدة أن المصريين ارتبطوا بالحج عبر ذاكرة جمعية ممتدة منذ العصور القديمة حتى اليوم،مشيره ان الحج في مصر لم يكن مجرد فريضة فردية، بل طقساً جماعياً يُشارك فيه المجتمع كله، وكأن كل فرد يعيش الرحلة عبر تقاليد الفرح والاستقبال.  

وأوضحت في مداخلة هاتفية "لقناة "النيل للاخبار “ ، أن مصر عرفت الحج منذ عهد الفراعنة، مشيرة إلى أن مظاهر الاحتفال به تطورت عبر العصور، حيث ارتبطت بالاستعداد للرحلة المقدسة وتجهيزها، قائلة “كانت هناك أغاني وتقاليد شعبية تعكس فرحة المصريين بالحج، مثل أغنية ”رايحة فين يا حاجة يا مشايطة، والتي تعبر عن توديع الحجاج”.

إرث مصري عريق

وأضافت الأغاني الشعبية مثل 'فاطمة يا فاطمة يا بنت النبي' و'يا رايحين زور النبي' كانت جزءًا من طقوس التوديع، خاصة للسيدات، كما ظلت أغاني 'التحنين' تُردد حتى عودة الحاج" 

وتطرقت دكتورة ايمان ، إلى الدور التاريخي لمصر في كسوة الكعبة، موضحة أن الكسوة بدأت يمنية ثم دمشقية، قبل أن تنتقل إلى مصر في عهد عمر بن الخطاب، واستمرت حتى عام 1962. 

وأشارت إلى المراسم الشهيرة لخروج المحمل من حي "القرنفس" بالقاهرة، والتي كانت تشهد توزيع الحلوى وفرحة عامة، قائلة: "المحمل بدأ رمزياً في عهد شجرة الدر، لكنه حمل صناديق الكسوة التي كانت تُنقل إلى الأراضي المقدسة". 

و ذكرت دكتورة أيمان ، أن مصر كانت محطة رئيسية لحجاج المغرب العربي، مما ترك أثراً في الموروث الشعبي، حيث ارتبط العديد من الأولياء الصالحين في مصر برحلات الحج، مثل سيدي أبو الحسن الشاذلي، الذي تحكي الأساطير أن الكعبة "جاءت إليه" عندما عجز عن السفر. 

طقووس استقبال الحجاج

وكشفت عن تقاليد استقبال الحجاج في الريف المصري، حيث تُدهن المنازل وتُزين برسومات للكعبة والسفن، مع كتابة آيات قرآنية مثل "حج مبرور وذنب مغفور. 

وأضافت: "في اليوم السابع للعودة، يُقام احتفال يُسمى 'العجب'، يُدعى فيه المنشدون، ويُوزع الحاج هدايا رمزية مثل السبحات وسجاجيد الصلاة وماء زمزم". 

وتحدثت عن أغاني "الحدّاء" التي كان يغنيها قائدا القوافل البرية خلال رحلة الحج التي كانت تستغرق 3 أشهر، مشيرة إلى أن هذه الأغاني لا تزال موجودة في صعيد مصر. 

واختتمت دكتورة ايمان حديثها بان التغيرات الاقتصادية التي سهلت الحج في العصر الحديث، قائلة: "في الماضي، كانت تكلفة الرحلة 3 جنيهات: جنيه لإيجار الجمل، وجنيه لأكل الحاج، وجنيه لأكل الجمل أما اليوم، فالحج أصبح أكثر يسراً بفضل العمالة المصرية في الخليج. 

تم نسخ الرابط