بوتين يرفع سقف مطالبه.. وخبير: روسيا تستخدم حرب أوكرانيا لفرض نظام أمني جديد

أكد الدكتور أصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن المطالب الروسية الأخيرة بشروط السلام مع أوكرانيا خاصة التعهد بعدم توسع الناتو هي ورقة ضغط لفرض صيغة أمنية جديدة في أوروبا، مشيراً إلى أن الحرب تحولت إلى "استنزاف بطيء" تتحكم فيه موسكو بتوقيتاته لتحقيق مكاسب استراتيجية.
شروط بوتين
أوضح دكتور أصف في مداخلة هاتفية لقناة " اكسترا نيوز " أن الشرط الروسي الرئيسي هو تعهد كتابي من القادة الأوروبيين بعدم توسع الناتو أو انضمام أوكرانيا "ليس سقفاً نهائياً"، بل أداة ضغط سياسي.
و تابع: بانضمام فنلندا رغم المعارضة الروسية اصبحت روسيا تفهم أن الانضمام الشكلي ليس المشكلة، بل السلوك اللاحق، إذا تحولت أوكرانيا لقواعد عسكرية تهدد أمننا، سيكون الرد مختلفاً.
وأضاف : أن موسكو تستخدم هذا المطلب لكشف التناقض الغربي، مستذكراً كيف خرقت واشنطن اتفاقياتها السابقة مع الاتحاد السوفيتي عبر ثغرات قانونية.
موقف الولايات المتحدة
علق الخبير على تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا – الذي نفى وجود نية فورية لانضمام" كييف" للناتو بالقول هذه تصريحات تكتيكية من لوبي الصناعة العسكرية الأمريكي، لكنها تعكس رغبة واشنطن في عدم الوصول لمواجهة مباشرة مع روسيا.
وأشار: إلى أن إدارة بايدن "تقدم الأسلحة لأوكرانيا بحسابات دقيقة لتجنب استفزاز موسكو"، محذراً من أن "اشتباكاً نووياً بين القوتين سيدمر الكوكب".
وكشف: أن الاستراتيجية الروسية تحولت من "حماية سكان دونباس" إلى حرب استنزاف طويلة، موضحاً: الهجوم الأخير في منطقة سوميا ليس مجرد منطقة عازلة، بل موطئ قدم لتوسيع العمليات العسكرية".
ووصف: الصراع بأنه أداة لفرض واقع جديد، مشيراً إلى أن موسكو ترفض الحلول الغربية لأنها لا تلبي شروطها الجوهرية و الاعتراف بسيادتها على المناطق المتنازع عليها، وإعادة هيكلة النظام الأمني الأوروبي.
الأوراق الروسية
ورقة الطاقة قدرة موسكو على شل الاقتصادات الأوروبية عبر تقييد إمدادات الغاز ، و الرهان على التصدعات الأوروبية باستغلال الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بين دول "خط المواجهة" (مثل بولندا) ودول "الوسط" (مثل ألمانيا).
و اختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات حديثه قائلا روسيا تريد إجبار الغرب على الجلوس إلى طاولة مفاوضات تكرس نظاماً أمنياً جديداً يضمن مصالحها. الحرب لن تتوقف قبل تحقيق هذا الهدف، حتى لو استغرقت سنوات".