عاجل

فى يومه العالمي.. التبغ يُجمل الموت بنكهات ملونة وحملة دعاية كبرى

التبغ
التبغ

 


التبغ لا يزال يتسلل إلى حياة الملايين، تحت ستارٍ خادع من الألوان والنكهات الجذابة، في حملة تسويقية تستهدف النساء والشباب بشكل خاص. وفي اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لعام 2025، الذي يصادف 31 مايو، تطلق منظمة الصحة العالمية شعار هذا العام: "فضح زيف المغريات" في محاولة لكشف ألاعيب دوائر صناعة التبغ التي تصمم منتجاتها بشكل يُغري المراهقين، من خلال السجائر المُنكهة، والتصاميم الملونة، والدعاية الرقمية الخادعة.

بلدان تحتل مراكز متقدمة في معدلات التدخين

التبغ لا يزال السبب الأول للوفاة القابلة للتجنّب عالميًا، ويتحمل إقليم شرق المتوسط العبء الأكبر. بلدان مثل الأردن ولبنان ومصر تحتل مراتب متقدمة عالميًا في معدلات التدخين بين المراهقين، حيث أظهرت إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن بعض المناطق تسجل نسبًا تصل إلى 43% لدى الفتيان، و20% لدى الفتيات، خصوصًا مع انتشار منتجات جديدة مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المُسخّن، التي يتم الترويج لها كبدائل "آمنة" وهي في الواقع تُكرّس الإدمان.

نكهات التبغ

التبغ يُغلف نفسه اليوم بنكهات الفراولة والمانجو وتصاميم تحاكي الألعاب والتجميل، ما يجعل الفئات الأصغر سنًا أكثر عرضة للوقوع في فخّه. إذ تشير الإحصاءات إلى أن 9 من كل 10 من مستخدمي السجائر الإلكترونية ينجذبون إلى النكهات، في وقت تتجاوز فيه عدد النكهات المتوفرة عالميًا 16 ألفًا. والأخطر من ذلك أن الفجوة بين الذكور والإناث في تعاطي التبغ بدأت تضيق، ما يعرض النساء لمخاطر إضافية مثل هشاشة العظام ومشكلات الخصوبة وسرطان عنق الرحم.

التبغ يتسلح بالدعاية، بينما تتسلح الصحة بالوعي. وتقول الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية: "لا مزيد من الحِيَل. لا مزيد من الخداع. آن الأوان للوقوف صفًا واحدًا من أجل بناء مستقبل خالٍ من التبغ ومخاطره." وأضافت أن هناك حاجة ملحة لحظر النكهات، وفرض ضرائب أعلى، ووضع تحذيرات مصورة، وتقييد الإعلانات، خاصة فيما يخص المنتجات الجديدة مثل السجائر الإلكترونية والڤيب.

التبغ ورغم كل محاولات التجميل، يظل خطرًا مميتًا يهدد الأجيال القادمة. واليوم العالمي للامتناع عنه ليس مجرد دعوة لترك السيجارة، بل صرخة لفضح سياسات الاستهداف المنهجي للأطفال والنساء. فلنرفع صوتنا، ولنحمِ مجتمعاتنا من "مغريات زائفة" قد تُكلّفنا صحتنا ومستقبلنا.
 

تم نسخ الرابط