سرطان الجلد.. منطقة صغيرة على الجسم أكثر عرضة لخطر المرض القاتل

يُعد سرطان الجلد من أكثر أنواع السرطان انتشارًا حول العالم، إلا أن أخطر أنواعه، وهو الورم الميلانيني، لا يزال يُشكّل تهديدًا حقيقيًا للحياة عند إهماله. وفي هذا الإطار، وجّه طبيب الأمراض الجلدية الأميركي الدكتور مايكل بارك تحذيرًا عامًا حول ضرورة عدم تجاهل الأذنين عند وضع واقي الشمس، معتبرًا أنهما من أكثر مناطق الجسم عرضة للإصابة، لأنها غالبًا ما تُنسى.
الأذنين أكثر عرضة لسرطان الجلد
وفي مقطع فيديو نشره عبر حسابه على إنستجرام، أوضح الدكتور بارك أنه اعتاد خلال ممارسته اليومية قطع "أجزاء كبيرة" من الجلد المصاب بسرطان الجلد من آذان مرضاه. وأعرب عن استغرابه من نظرة البعض إلى المرض باعتباره بسيطًا، قائلاً: "الورم الميلانيني ليس بالأمر الهين، إذا لم يُكتشف مبكرًا فقد يكون مميتًا". كما أشار إلى أن سرطان الجلد لا يقتصر فقط على الورم الميلانيني، بل هناك أنواع أخرى مثل سرطان الخلايا الحرشفية الذي قد يكون عدوانيًا وفتاكًا أيضًا، خاصة إذا أصاب الرأس أو الرقبة.

وأكد أن الأذنين تحديدًا تُعدان من أكثر المناطق التي يهمل الناس حمايتها من الشمس. وقد نُشرت هذه المعلومات في تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
سرطان الجلد لا سيما الورم الميلانيني، مسؤول عن أربعة من كل خمسة وفيات ناتجة عن هذا المرض. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 90% من الحالات تعود إلى التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، سواء من الشمس أو أجهزة التسمير الصناعي، مما يجعل المرض قابلًا للوقاية في معظم الأحيان. في المملكة المتحدة، أظهرت الدراسات أن ما يقرب من 70% من السكان يرتكبون أخطاء في استخدام واقيات الشمس، مثل عدم إعادة وضع الكريم بانتظام أو عدم وضعه قبل التعرض للشمس.
وأضاف الدكتور بارك أن أكثر طرق العلاج شيوعًا في حالات سرطان الجلد غير الميلانيني، مثل سرطان الخلايا القاعدية أو الحرشفية، هي الجراحة، سواء بالاستئصال الجراحي أو التجميد الموضعي. لكنه شدد على أن الجراحة غالبًا ما تتطلب إزالة جزء من الجلد السليم المحيط بالورم للتأكد من عدم انتشاره. وقال مازحًا: "ما لم تكن تريد أن تبدو مثل فنسنت فان جوخ، لا تنس وضع واقي الشمس على أذنيك".

تفاعل الكثير من متابعي مواقع التواصل مع الفيديو، حيث روى البعض تجاربهم المؤلمة مع سرطان الجلد خاصة في مناطق الأذن، والتي اعتبروها حساسة ومؤلمة عند الخضوع للعلاج أو الجراحة.
وبحسب مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا، تم تسجيل زيادة بنسبة 30% في تشخيص حالات الورم الميلانيني خلال العقد الأخير، مع توقعات بوصول عدد الإصابات إلى نحو 21,300 حالة هذا العام. ومن أبرز علامات الورم الميلانيني ظهور شامات غير متماثلة، ذات حواف غير منتظمة وألوان متعددة. ويُنصح باتباع قاعدة "ABCDE" في ملاحظة التغيرات الجلدية.
وتزامنًا مع هذا الارتفاع، أعلنت هيئة الخدمات الصحية البريطانية عن اعتماد لقاح مبتكر لتعزيز مناعة مرضى الورم الميلانيني، في خطوة يأمل الأطباء أن تمهّد لعصر جديد في محاربة سرطان الجلد وإنقاذ المزيد من الأرواح.