مقتل 70 شخصًا جراء تفشي الكوليرا في العاصمة السودانية وسط انهيار الخدمات

أعلنت السلطات الصحية في السودان وفاة 70 شخصًا جراء تفشي الكوليرا في العاصمة الخرطوم، في ظل تصاعد انتشار المرض وسط تدهور حاد في البنى التحتية والخدمات الأساسية.
وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم ، تسجيل 942 حالة إصابة جديدة بالمرض، إلى جانب 25 حالة وفاة، بعد يوم من تسجيل 1177 إصابة و45 وفاة يوم الثلاثاء. وتركزت 90% من الإصابات الجديدة في ولاية الخرطوم وحدها، بحسب الوزارة التي أصدرت بيانًا يشير إلى ارتفاع حاد في عدد الحالات.
تدهور الوضع الصحي والخدمات في ظل الحرب
يأتي هذا التفشي في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها السودان، حيث نزح نحو 70% من السكان، وتوقف عمل 90% من محطات ضخ المياه، وفقًا لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وشددت نقابة أطباء السودان على أن عدد الوفيات أكبر بكثير مما هو معلن، مع مئات الضحايا في العاصمة فقط. وأكدت النقابة أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في المحاليل الوريدية، ومصادر المياه النظيفة، إلى جانب غياب شبه كامل لأجهزة التعقيم الضرورية.
انقطاع الكهرباء وتأثيره على معالجة المياه
أسهم انسحاب قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي، بعد تنفيذها ضربات جوية استهدفت محطات الكهرباء في ولاية الخرطوم، في انقطاع التيار الكهربائي لأيام عدة، مما أثر بشكل مباشر على عمل محطات معالجة المياه، حسب ما أكده المنسق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الخرطوم سليمان عمار.
وأوضح السكان، مثل بشير محمد من أم درمان، أنهم باتوا يعتمدون على مياه النيل غير المعالجة، والتي تُباع في براميل تُنقل بواسطة عربات تجرها الحمير، مما يزيد من مخاطر انتشار المرض.
الكوليرا والوباء: أسباب الانتشار وتأثيراته
الكوليرا مرض متوطن في السودان منذ فترة طويلة، لكن تدهور الوضع الصحي الناجم عن الحرب أدى إلى تفاقم انتشار العدوى وشدتها. ينتقل المرض عادة عبر الطعام والمياه الملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
الجهود الطبية والتحديات الكبيرة
مع التدفق الكبير للمرضى، أطلق المتطوعون نداءً عاجلًا للكوادر الطبية ذوي الخبرة للانضمام إلى فرق الرعاية الصحية في المستشفيات، وسط نقص حاد في عدد الأطباء والممرضين. وأكد أحد المتطوعين لوكالة فرانس برس أن عدد المرضى يفوق طاقة المستشفيات، حيث يُحتجز البعض في ممرات وأروقة المستشفيات.
تشير نقابة الأطباء إلى أن نحو 90% من مستشفيات البلاد أُغلقت مؤقتًا خلال فترة النزاعات المسلحة، كما قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 70% إلى 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة خارج الخدمة.
خلفية الحرب وتأثيرها الإنساني
دخل النزاع المسلح في السودان عامه الثالث، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد 13 مليون شخص، وتسبّب في ما وصفته الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية مستمرة في العالم".