كيف كان النبي يستقبل عشر ذي الحجة؟.. أعمال وأذكار للاغتنام الكامل

تتصاعد الأسئلة في هذه الأيام الفضيلة حول ماذا كان يقول الرسول في العشر من ذي الحجة؟، إذ يسعى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لاتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، خاصة في أيام عظيمة أقسم بها الله عز وجل في كتابه العزيز، فقال: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، لتُجمع قلوب المؤمنين على أن هذه الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة تمثل فرصة لا تعوّض لنيل الأجر والرضا الإلهي.
ومع حلول هذه الأيام المباركة، يتجدد حرص المسلمين على معرفة أقوال وأدعية النبي صل الله عليه وسلم في عشر ذي الحجة، خاصة أنها أيام تجمع فيها العبادات كلها: من صلاة، وصيام، وصدقة، وذكر، وحج لمن استطاع إليه سبيلا، وفيما يلي أبرز ما جاء عن النبي صل الله عليه وسلم في العشر من ذي الحجة، وأفضل الأعمال التي يمكن للمسلم أن يقوم بها لينال بركتها وفضلها.
الرسول في العشر من ذي الحجة.. ما الذي كان يقوله؟
أوضحت الدكتورة نيفين مختار، الداعية الإسلامية، أن النبي محمد صل الله عليه وسلم كان يعظم هذه الأيام ويحث المسلمين على اغتنامها، حيث قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر"، وهذا دليل قاطع على أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق.
وأضافت الدكتورة نيفين، أن النبي كان يشجع على استثمار هذه الأيام عبر أنواع مختلفة من الطاعات، خاصة يوم عرفة الذي تجتمع فيه كل العبادات الكبرى، ويُعد أعظم أيام السنة، وقد ورد في الحديث الشريف: "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
وأشارت إلى أن من أكثر الأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرددها في العشر الأوائل من ذي الحجة ما يلي:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" – وهو أفضل ما قيل في يوم عرفة.
- "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" – دعاء جامع للعفو والمغفرة.
- "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" – دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة.
ما تفسير "الليالي العشر" في القرآن الكريم؟
وحول قوله تعالى: "والفجر وليال عشر"، أوضحت الداعية أن هناك اختلافًا بين العلماء، حيث ذهب بعضهم إلى أن المقصود بها العشر الأواخر من رمضان، لما فيها من ليلة القدر، فيما رجّح آخرون أنها العشر الأوائل من ذي الحجة، والتي تُعتبر من أحب الأيام إلى الله، ويبدأ فيها الحجيج مناسكهم، وتصل ذروتها بيوم عرفة.
وأشارت الدكتورة نيفين إلى أن من لم يُدرك العشر الأواخر من رمضان، فإن الله تعالى يمنحه فرصة جديدة في عشر ذي الحجة، لاغتنام نفحات الله عز وجل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله في أيام الدهر نفحات، فتعرضوا لها لعله أن تصيبكم نفحة فلا تشقون بعدها أبدًا".
أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة
الصوم: أبرز ما أوصت به الداعية الإسلامية هو الصيام، لكونه عبادة خفية بين العبد وربه، وقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به"، وقد بيّن النبي أن صيام يوم عرفة يكفّر سنة ماضية وسنة قادمة، وهو فضل عظيم ينبغي ألا يُفوت.
- الصدقات: كما حثت على الإكثار من الصدقة وإطعام الطعام، خاصة أن هذه الأيام ينتظر فيها الفقراء العطاء، وتُعدّ فرصة عظيمة للتكفير عن الذنوب وتحصيل الحسنات.
- الذكر والتكبير: من أبرز السنن المهجورة التي كان النبي يحث عليها التكبير المطلق والمقيد، خاصة في الأيام التي تسبق العيد، ويكون بصيغة: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".
- قيام الليل والدعاء: نصحت الدكتورة نيفين بإحياء الليل، وقيام ركعتين بنية التوبة الخالصة، والإكثار من الدعاء بصدق وخشوع، مع ضرورة اليقين بأن الله لا يردّ عبده إذا لجأ إليه بصدق. كما شددت على ضرورة اغتنام يوم عرفة ببرنامج تعبدي خاص، وترك الهاتف إلا للضرورة القصوى.
ماذا تفعل إذا لم يُستجب دعاؤك؟
وحول تساؤلات البعض بشأن عدم استجابة الدعاء رغم الإلحاح، أوضحت الدكتورة نيفين أن هناك ثلاث حالات لاستجابة الدعاء، كما ورد في الأحاديث النبوية:
- أن يُستجاب للعبد فورًا.
- أن يُؤخَّر له لحكمة يعلمها الله.
- أن يُصرف عنه شرٌّ أعظم مما طلبه.
وشددت على أن الإلحاح بالدعاء لا يضيع أبدًا، حتى لو لم يُستجب بالشكل الذي نرجوه، لأن الله عز وجل يختار الأفضل لعباده، وما من دعوة إلا ولها أثر في حياة المسلم.
نصائح لاغتنام العشر من ذي الحجة
اختتمت الداعية الإسلامية حديثها بعدة نصائح عملية للمسلمين من أجل اغتنام هذه الأيام الفضيلة، كان أبرزها:
- النية الخالصة في كل عبادة.
- الابتعاد عن المعاصي والذنوب.
- المداومة على الأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء.
- قراءة القرآن بتدبر.
- صلة الرحم والتسامح مع الآخرين.
- الدعاء للمسلمين في كل مكان.