دراسة توضح ماذا كانت تأكل سمكة القرش العملاقة بطلة أفلام الرعب الأسطورية

كشفت دراسة حديثة عن أن سمكة الميجالودون، أضخم أنواع أسماك القرش المنقرضة، لم تكن تقتصر في غذائها على الحيتان والثدييات البحرية الكبيرة كما كان يُعتقد سابقًا، بل كان مفترسًا انتهازيًا يلتهم كل ما يمكنه العثور عليه في محيطه لتلبية احتياجاته اليومية التي بلغت نحو 100,000 سعرة حرارية.
وأشارت الدراسة التي نُشرت في مجلة Earth and Planetary Science Letters إلى أن الميجالودون لم يكن مفترسًا حصريًا على قمة السلسلة الغذائية، بل شارك هذا الموقع مع أنواع مفترسة أخرى، ما يغيّر المفهوم الشائع عن كونه الحاكم الأوحد للبحار القديمة.
مفترس متنوع النظام الغذائي
اعتمد العلماء بقيادة الباحث جيريمي ماكورماك، من جامعة جوته الألمانية، على تحليل مكونات أسنان الميجالودون المتحجرة، لا سيما نسب نظائر الزنك، وهو معدن لا يُكتسب إلا عبر الغذاء، ومن خلال هذا التحليل، وجد الفريق أن الميجالودون كان يتغذى على مجموعة متنوعة من الكائنات، من الأسماك الصغيرة إلى الثدييات البحرية، وحتى أسماك قرش أخرى.
وقال ماكورماك: "كان من المرجح أن يتغذى على الفرائس الكبيرة عندما تكون متوفرة، لكنه كان مرنًا بما يكفي لتناول كائنات أصغر عند الحاجة، ما ساعده على تلبية احتياجاته الحرارية اليومية".

الزنك يكشف أسرار النظام الغذائي
اعتمد الباحثون على قياس نسب نظائر الزنك الثقيلة والخفيفة في مينا الأسنان، إذ يُشير توازنها إلى مكان الكائن الحي في السلسلة الغذائية، وأظهرت النتائج أن مستويات الزنك في أسنان الميجالودون لم تكن بعيدة كثيرًا عن تلك الموجودة في كائنات مفترسة أخرى، ما يدل على أن هذا المفترس كان جزءًا من شبكة غذائية واسعة وغير حصرية.
الميجالودون لم يكن وحده في القمة
خلافًا لما كان يُعتقد، تشير الدراسة إلى أن الميغالودون تقاسم قمة السلسلة الغذائية مع مفترسات أخرى مثل Otodus chubutensis وAraloselachus cuspidatus، كما تُرجح أن التداخل الغذائي بين الميغالودون والقرش الأبيض الكبير ربما ساهم في انقراضه.
ووفقًا لعالم الأحياء القديمة كينشو شيمادا، فإن تطور القرش الأبيض الكبير، الذي يتغذى أولًا على الأسماك ثم ينتقل إلى الثدييات البحرية مع تقدمه في العمر، من المحتمل أن أدى إلى منافسة مباشرة مع الميغالودون، ما قلل من فرص نجاته.

مرونة غذائية عبر العصور
قال جاك كوبر، خبير الميغالودون من المملكة المتحدة: "الصورة التقليدية تُظهر الميغالودون كصياد للحيتان فقط، لكن الدراسة تؤكد أنه كان مفترسًا انتهازيًا، يتغذى على مجموعة واسعة من الكائنات البحرية، بحسب ما توفر له في بيئته".
كما أشار ألبرتو كولاريتا، من جامعة بيزا الإيطالية، إلى أن النتائج الجديدة تُعيد تشكيل الصورة التقليدية للميغالودون، مشددًا على أن هذا الكائن لم يكن مجرد نسخة ضخمة من القرش الأبيض، بل مخلوق مختلف تمامًا من حيث الشكل والسلوك البيئي.
لا تزال هناك أسرار مدفونة
رغم أن معظم ما نعرفه عن الميغالودون يأتي من أسنانه المنتشرة في السجل الأحفوري، فإن العلماء يأملون في اكتشاف هيكل عظمي كامل لهذا الكائن الغامض يومًا ما، ما قد يفتح الباب أمام فهم أدق لتاريخه ونمط حياته.