دبلوماسي: غزة تحت سيطرة الاحتلال والجامعة العربية تبحث تحركًا دوليًا |فيديو

في ظل التصعيد غير المسبوق في قطاع غزة، ومع تزايد حجم الكارثة الإنسانية جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، أكد السفير ماجد عبد الفتاح، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، أن الأوضاع الميدانية في القطاع وصلت إلى مرحلة خطيرة تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال باتت تسيطر على أكثر من 70% من مساحة غزة، في وقت تستمر فيه إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية، ما ينذر بكارثة تفوق كل المعايير القانونية والإنسانية.
جاء ذلك خلال مداخلته في برنامج "كل الأبعاد" الذي تقدّمه الإعلامية هدير أبو زيد على قناة "إكسترا نيوز"، حيث كشف السفير عن تفاصيل التحركات الدبلوماسية التي تقودها الجامعة العربية على أكثر من صعيد.
الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن
وأوضح عبد الفتاح أن المجموعة العربية قدّمت خلال الشهر الماضي أربع طلبات لعقد جلسات متتالية في مجلس الأمن، بهدف دفعه إلى اتخاذ موقف واضح لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 2735، والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية.
لكنه أكد أن الانحياز الأمريكي لإسرائيل، إلى جانب الخلافات الجيوسياسية داخل المجلس، كانت السبب في عدم صدور أي قرار ملزم حتى الآن.
وأضاف أن هذه الجلسات هدفت إلى تسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصة مع توسّع العمليات العسكرية وازدياد أعداد الضحايا وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج.
الجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية
وفي ظل استمرار التعطيل داخل مجلس الأمن، أشار السفير عبد الفتاح إلى أن الجامعة العربية بدأت بالفعل في إعداد خطة بديلة تعتمد على تفعيل أدوات الأمم المتحدة الأخرى، أبرزها اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يمكن لها أن تنعقد في دورة استثنائية طارئة حال استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هذا التوجّه سيشمل أيضًا التحرك عبر محكمة العدل الدولية، لمساءلة إسرائيل عن جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الاستهداف المتكرر للمرافق المدنية ومنع دخول الإغاثات والمساعدات
منع الأونروا انتهاك صارخ
وأكد السفير أن منع إسرائيل دخول منظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها الأونروا، يُعد انتهاكًا صريحًا لاتفاقية مزايا وحصانات الأمم المتحدة، مشددًا على أن هذه الإجراءات غير القانونية تمثل سابقة خطيرة تُقوض العمل الإنساني وتعرض أرواح آلاف المدنيين للخطر.
وأوضح أن الجامعة العربية تنسق حاليًا مع شركاء دوليين، بما فيهم دول أوروبية وآسيوية، من أجل دعم جهود المحاسبة الدولية وملاحقة مرتكبي الانتهاكات أمام أجهزة العدالة الدولية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية.

موقف دولي مطلوب في غزة
واختتم عبد الفتاح حديثه بتأكيده أن الوضع في قطاع غزة يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا ومنسقًا، يتجاوز الحسابات السياسية الضيقة. وشدّد على أن استمرار السكوت الدولي يعني ضوءًا أخضر لاستمرار المجازر والانتهاكات، وأنه لا بد من كسر حالة الشلل الدولي عبر استخدام كل الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة.