هل تفقد أدوية ضغط الدم تأثيرها مع مرور الوقت؟ إليك رأي الأطباء

يُعد ارتفاع ضغط الدم من أبرز الأمراض المزمنة المنتشرة عالميًا، ويُشكل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوي. 

ومع اعتماد الكثير من المرضى على الأدوية الخافضة للضغط يوميًا، يبرز سؤال مهم:
هل يؤثر توقيت تناول هذه الأدوية – صباحًا أم مساءً – على فعاليتها؟

الاختلاف في آراء الأطباء والدراسات

لطالما دار الجدل بين الأوساط الطبية حول التوقيت المثالي لتناول أدوية الضغط، إذ أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن تناول دواء ارتفاع ضغط الدم في المساء قد يحقق نتائج أفضل، بينما اعتبر آخرون أن التوقيت لا يحدث فارقًا حقيقيًا.

دراسات سابقة تدعم التناول المسائي

دراسة MAPEC: أوصت بتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم في المساء لمزامنة تأثيرها مع الساعة البيولوجية.

دراسة Hygia: دعمت الفرضية نفسها، لكنها تعرّضت لانتقادات علمية بشأن دقة منهجيتها وتوزيع المشاركين.
دراسة TIME: لا فرق جوهري بين الصباح والمساء

أظهرت نتائج دراسة TIME أن معدل الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية لم يختلف بين من تناولوا أدوية الضغط صباحًا أو مساءً، رغم بعض الملاحظات حول التزام المشاركين بالعلاج.

دراسة BedMed تحسم الجدل

في مايو 2025، نشرت مجلة JAMA Network نتائج دراسة سريرية حديثة تُعرف باسم BedMed، هدفت إلى تحديد تأثير توقيت تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم على صحة القلب والأوعية الدموية.

تفاصيل الدراسة:

عدد المشاركين: 3,357 شخصًا (54% نساء)

متوسط العمر: 67 عامًا

تقسيم المجموعات:

مجموعة أولى تناولت الدواء في المساء (قبل النوم)

مجموعة ثانية تناولت الدواء صباحًا
مدة المتابعة: 4.6 سنوات

أنواع الأدوية المستخدمة:

مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين (36%)

حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (30%)

حاصرات قنوات الكالسيوم (29%)

مدرات البول (27%)

حاصرات بيتا (17%)

أقراص مركبة (18%)

النتائج: توقيت الدواء لا يغيّر من فعاليته

كشفت نتائج الدراسة أن معدلات الإصابة بالأمراض القلبية الكبرى أو الوفاة كانت متقاربة بين المجموعتين:

2.3 حالة لكل 100 مريض سنويًا لدى من تناولوا الدواء مساءً

2.4 حالة لكل 100 مريض سنويًا لدى من تناولوا الدواء صباحًا

كما لم تؤثر توقيتات تناول الدواء على:

احتمالية الإصابة بفشل القلب

الوفاة لأي سبب

الدخول إلى المستشفى بسبب السكتة الدماغية

حالات السقوط أو الكسور

الإصابة بالزرق (الجلوكوما)

التدهور المعرفي

BedMed-Frail تؤكد النتائج لكبار السن

أُجريت دراسة فرعية أخرى على كبار السن المقيمين في دور الرعاية (متوسط عمر 88 عامًا)، تحت اسم BedMed-Frail، وأكدت النتائج نفسها: لا فائدة إضافية لتناول الدواء في المساء.

 الالتزام هو العامل الحاسم

أوضح الباحثون أن الالتزام بتناول الدواء بانتظام أهم بكثير من اختيار وقت معين لتناوله. ويمكن للطبيب والمريض تحديد التوقيت الأنسب وفقًا للروتين اليومي، دون قلق من تأثير ذلك على فعالية العلاج.

نصائح للمرضى:

اختر وقتًا يسهل عليك تذكّره يوميًا.

التزم بالجرعة المحددة من طبيبك.

راقب معدل ضغط الدم بانتظام وسجل القراءات.

لا تغيّر توقيت الدواء دون استشارة طبية.