هل الشاي والقهوة يزيدان أعراض القولون العصبي؟ حقائق علمية ونصائح مهمة

لدى ملايين الأشخاص حول العالم، يُعد شرب فنجان من القهوة أو كوب من الشاي طقسًا يوميًا لا غنى عنه، لكن بالنسبة للمصابين بمتلازمة القولون العصبي (IBS)، قد يتحول هذا الطقس المحبب إلى محفّز لمجموعة من الأعراض المزعجة كالتقلصات، والانتفاخ، واضطرابات في حركة الأمعاء، فهل يعني هذا أن القهوة والشاي من المحظورات تمامًا على مرضى القولون؟ أم أن هناك طرقًا ذكية للاستمتاع بهما دون مضاعفات؟
ما هي متلازمة القولون العصبي؟
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب شائع في الجهاز الهضمي، يتميز بعدم انتظام حركة الأمعاء، وأعراض مثل الانتفاخ، الغازات، التقلصات، والإمساك أو الإسهال، وغالبًا ما تُشخّص هذه الحالة من خلال الأعراض فقط، دون وجود خلل عضوي ظاهر، ما يجعل إدارتها تعتمد بشكل كبير على أسلوب الحياة والنظام الغذائي.
القهوة والقولون العصبي: ما العلاقة؟
تحتوي القهوة على مزيج من المركبات النشطة مثل الكافيين، والبوليفينولات، والأحماض العضوية، التي قد تؤثر على حركة الأمعاء وتُحفّز إفراز الحمض في المعدة، وبالنسبة للبعض، يؤدي ذلك إلى تسريع حركة القولون والشعور بعدم الراحة أو حتى الإسهال.
أبرز العوامل المُحفّزة في القهوة:
- الكافيين: يُنشّط الجهاز العصبي والجهاز الهضمي معًا، مما قد يُسرّع من تقلصات القولون.
- الحموضة: الطبيعة الحمضية للقهوة قد تُهيّج بطانة الأمعاء وتُفاقم الأعراض.
- المُضافات: كالحليب أو المحليات الصناعية (مثل السوربيتول أو اللاكتوز)، وهي من عناصر “الفودماب” المعروفة بتحفيز أعراض القولون لدى البعض.
الشاي والقولون العصبي: تباين في التأثيرات
الشاي، سواء الأسود أو الأخضر، يحتوي على كمية أقل من الكافيين مقارنة بالقهوة، لكنه لا يخلو من التأثير على القولون، خاصة إذا كان الشاي قوي التحضير أو مُضافًا إليه مكونات محفّزة.
أنواع الشاي وتأثيراتها:
- الشاي الأسود: قد يُسبب الانزعاج لمن لديهم حساسية تجاه الكافيين، لكنه يُفيد من يعانون من الإمساك نظرًا لتأثيره المدرّ للبول.
- الشاي الأخضر: معتدل التأثير، ويُفضل اختياره دون إضافات.
- شاي الأعشاب (مثل النعناع والزنجبيل): تظهر بعض الدراسات فاعليتهما في تهدئة تقلصات القولون وتحسين الهضم.
- شاي الديتوكس: يحظى بشعبية لكنه قد يحتوي على مُليّنات قوية تسبّب الإسهال وتزيد من حدة الأعراض.
هل يجب التوقف عن الشاي والقهوة نهائيًا؟
ليس بالضرورة، فاستجابة الجسم لهذين المشروبين تختلف من شخص لآخر، المهم هو المراقبة الدقيقة لتأثير كل نوع على حالتك الشخصية.
نصائح لتقليل الأعراض دون حرمان:
- راقب رد فعل جسمك بعد كل مشروب، ودوّن الأعراض المرتبطة به.
- جرّب النسخ الخالية من الكافيين أو القهوة العشبية.
- قلّل كمية الاستهلاك اليومي، خاصة على معدة فارغة.
- تجنّب المُحليات الصناعية والحليب إذا كنت حساسًا تجاهها.
- استشر طبيبك أو اختصاصي تغذية لمساعدتك في اختيار الأنواع الأنسب.
الشاي والقهوة ليسا عدوين دائمين لمرضى القولون العصبي، بل إن التوازن والوعي بمكونات كل مشروب هو المفتاح، من خلال المراقبة الذاتية والتجربة، يمكن للكثيرين الاستمتاع بمشروباتهم المفضلة دون ألم، واختيار البدائل المناسبة عند الحاجه