آلاء النجار.. طبيبة فلسطينية تفقد 9 من أطفال عائلتها في قصف الاحتلال

في واحدة من أبشع المآسي الإنسانية التي يخلّفها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، فقدت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار تسعة من أطفال عائلتها، بينهم أطفال شقيقها، خلال غارة إسرائيلية استهدفت محيط منزلهم بينما كانت تؤدي واجبها في إسعاف الجرحى داخل مجمع ناصر الطبي.
الوضع في غزة
وكانت آلاء تظن أن أبناءها في أمان، إلى أن وصلها نبأ القصف، فسارعت إلى الموقع، لتصدم بجثثهم المتفحمة داخل محل مجاور اشتعلت فيه النيران.
وفي نفس الوقت، كان زوجها الطبيب حمدي النجار يرقد في العناية المركزة مصابًا، دون أن يعلم أن أحد أبنائه في الغرفة المجاورة، بينما الباقون لقوا حتفهم.
الصدمة الأكبر كانت بفقدان طفل رضيع عمره أربعة أشهر، لم يُعثر على جثمانه حتى اللحظة، بعدما ذابت ملامحه تحت ألسنة اللهب.
وتُعد هذه المأساة جزءًا من واقع دموي تعيشه غزة، حيث تجاوز عدد المجازر منذ بدء العدوان 12 ألفًا، وأُبيدت نحو 2200 عائلة بالكامل.
يأتي ذلك في ظل استهداف ممنهج للمنازل والمستشفيات، بينما تواصل الكوادر الطبية عملها رغم الخطر، إذ لا يفرّق القصف بين طبيب ومريض، ولا بين أم وطفل. في غزة، باتت الخسارة هي القاسم المشترك، والموت مشهدًا يوميًا مألوفًا.
قال محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، إن الوضع الطبي في القطاع وصل إلى مرحلة مأساوية، خصوصًا في شمال غزة حيث تم استهداف وتدمير عدد من المستشفيات الأساسية كمستشفى الأندونيسي وكمال عدوان والعودة، ما أدى إلى توقفها عن العمل تمامًا.
الطواقم الطبية أصبحت عاجزة
وأضاف أبو عفش، خلال مداخله هاتفيه على قناة " القاهرة الإخبارية"، أن الطواقم الطبية أصبحت عاجزة عن استقبال الحالات أو حتى الخروج من المستشفيات المحاصرة، بفعل تمركز الدبابات الإسرائيلية وطائرات "الكواد كابتر" حولها، مما يمنع عمليات الإجلاء أو إدخال المصابين، مؤكدًا أن أي محاولة اقتراب من هذه المنشآت الصحية تُقابل بالقصف الفوري، كما حدث مؤخرًا.
النظام الصحي في غزة يواجه انهيارًا غير مسبوق
وأكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، أن النظام الصحي في غزة يواجه انهيارًا غير مسبوق، حيث بات استهداف المستشفيات ومنع المرضى من تلقي العلاج مسألة منهجية تهدد حياة الجرحى والمصابين، سواء في داخل المرافق الطبية أو في المنازل المقصوفة، مطالبًا بتحرك دولي عاجل لحماية ما تبقى من البنية الصحية.