عادل حمودة: ترامب لم يتحالف مع بوتين وسعى لتحييد روسيا لمواجهة الصين

فنّد الإعلامي عادل حمودة، المزاعم المتكررة حول وجود تحالف خفي بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أن الحقائق السياسية تكشف عن مقاربة مغايرة تمامًا لما يُروّج.
تحييد موسكو
وأكد عادل حمودة، في برنامجه "واجه الحقيقة" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن ترامب لم يكن يسعى إلى بناء تحالف سياسي أو عسكري مع روسيا، بل كان يعمل على تحييد موسكو كخصم محتمل، ليتمكن من تركيز الصراع الاستراتيجي ضد الصين، التي اعتبرها العدو الحقيقي والأخطر على مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية.
وأوضح "حمودة" أن النظرة السطحية التي تربط بين ترامب وبوتين على أساس الود أو التفاهم المشترك، تُعد "سذاجة سياسية"، موضحًا أن ترامب رجل لا يتأثر بفضائح أو محاولات تشويه، وأنه معروف بتجاوزه مثل هذه الأمور دون أن تؤثر على قراراته.
العقوبات على روسيا
وأشار الإعلامي عادل حمودة إلى أن ترامب اتخذ موقفًا واضحًا تجاه روسيا في أكثر من مناسبة، وأبرزها تجديد العقوبات على موسكو قبل لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث بلغت تلك العقوبات نحو 11 ألف إجراء عقابي، وهو ما يتنافى تمامًا مع فكرة وجود "تحالف خفي" أو "مجاملة سياسية".
واستعرض حمودة مجموعة من الأسئلة السياسية الشائكة التي تثيرها سياسات ترامب تجاه روسيا: "هل تم تحييد روسيا على حساب وحدة التحالفات الغربية؟ .. هل فُسح المجال أمام موسكو للتمدد دون ردع؟ .. وهل يمكن لأوروبا أن تتحمل تداعيات هذه السياسات وحدها؟
لعبة خطرة
ووصف تلك المقاربة بأنها "لعبة خطرة جدًا"، مشيرًا إلى أن القارة الأوروبية قد تدفع ثمنها قريبًا، في حين أن الولايات المتحدة نفسها لن تكون بمنأى عن ارتداداتها على المدى البعيد.
انسحاب أمريكا
ولفت "حمودة" إلى أن انسحاب أمريكا من دور الحامي العسكري لأوروبا، خلق فراغًا استراتيجيا غير مسبوق، فتح الباب أمام تنافس ثلاثي بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا للهيمنة على هذا الدور التاريخي.
وقال: "المفارقة أن هذا الفراغ لم يضعف أوروبا فقط، بل تسبب في إعادة تشكيل التحالفات الكبرى داخل القارة العجوز، مما أضعف التماسك الغربي، وترك مساحات أوسع لتقلبات وتحالفات جديدة في وجه روسيا والصين."

اختلاف موازين القوى
رسائل عادل حمودة، تعكس تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في موازين القوى الدولية، وتشير إلى أن المرحلة القادمة لن تكون فقط حاسمة بالنسبة لأوروبا، بل ستعيد أيضًا تعريف دور أمريكا العالمي، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع الصين، وتزايد نفوذ روسيا في ملفات دولية معقدة.